نادي أدب بيت ثقافة بني عبيد ملئ بالمبدعين في كافة أشكال الإبداع

نادي أدب بيت ثقافة بني عبيد ملئ بالمبدعين في كافة أشكال الإبداع

"غرس وحصاد نادي أدب بني عبيد"



          يعد نادي أدب بيت ثقافة بني عبيد أحد أندية أدب فرع ثقافة الدقهلية، وقد اصدر كتاب إبداعي لمجموعة من أفضل كُتابه وشعرائه بعنوان "غرس وحصاد"، فهيا بنا نطوف بين دفتي الكتاب لنتعرف على أهم ما جاء به. يبدأ الكتاب بـ مفتتح بقلم الأديب الكبير الراحل/ أمين مرسي – عضو اتحاد كُتاب مصر وكًتاب الأفروأسيوي (المولود في 2 فبراير 1942 والمتوفي في20 أكتوبر 2014). يُظهر هذا المفتتح قدرة الشاعر أمين مرسي وموهبته في كتابة المقال الأدبي والدراسة النقدية، جمله قصيرة، كلماته مركزة، ألفاظ محددة وواضحة، يقدم الكتاب والكُتابّ وبيت ثقافة بني عبيد وناديه الأدبي وأعضائه المبدعين.
          وقد كتبت أديبنا الراحل "أمين مرسي" في مقدمته الهدف والرؤية من إصدار هذا الكتاب: "... وآمنا بأن قيمة كل أمرئ مما يحسبه رغم أن المخاض واحد، هكذا ولج أعضاء النادي هذا المجال ليقدم كل واحد منهم تجربته التي انفرد بها وهذا الكتيب الذي بين ايدينا يصدر اليوم بمناسبة إتمام العام العاشر على إنشاء نادي الأدب، وبلوغ الأستاذ "محي عبدالرحمن" مدير بيت ثقافة بني عبيد سن التقاعد وتسليمه راية الثقافة لمدير جديد...".
          ويحتوي الكتاب على إبداعات عدداً من أعضاء نادي أدب بني عبيد، حيث يسبق إبداع كل كاتب ملخص لسيرته الذاتية، وهم: الشاعر/ أحمد علي سالم (قصيدتي "ثورة الأشواق"، "إلى ولدي"، بالإضافة لمقاله "غرس وحصاد" والذي حمل الكتاب عنوانه)، الكاتبة/ أسيل أمين عبدالحميد مرسي، الشاعر والناقد الأدبي/ أمين عبدالحميد مرسي (قصيدة "سارق الدار")، الكاتبة/ أنفال أمين عبدالحميد مرسي (مقال "لـ زينب دكان في حارة منجد")، الشاعر/ محسن عبداللطيف الخضرجي (قصيدة "لا للتدخين"، وقصيدة "بدأ الفداء بلا ثمن!!)، الكاتب/ محمود أمين عبدالحميد مرسي ومقاله "تصويبات جريدة القاهرة"، الشاعر/ مصباح محمد أحمد النجار وقصيدته "رياض السنباطي"، الشاعر/ عماد حسني وقصيدته "عنقود عنب"، الشاعر/ وليد شبانه وقصائده "ليلة 14" و "غريب.. في النسيم"، الشاعر/ منصور البغدادي وقصيدتي "كلاكيت.. آخر مره" و "عيونك سفر"، والقاص/ عصام أحمد الإمام وقصتين "أحلام غير ممكنة" و"المصيدة".
          كتب الشاعر/ أحمد سالم داخل هذا الكتاب قائلاً: "يظل عالقا في الذاكرة مع رواد الكلمة والفكر رائد الكلمة الشاعر والمفكر والأديب الأمين (أمين مرسي)"... كتب ذلك وطبع داخل كتاب "غرس وحصاد" وأمين مرسي مازال حياً، فيأتي الشاعر أحمد السيد غنيم – عضو نادي أدب بني عبيد وصاحب دواوين "أحلام مجروحة 2005"، "شجن المغيب 2008"، "جزيئات البحور 2014"، ليكتب قصيدة بعنوان "أمينُ الحرفِ" في رثاء الشاعر الكبير الأستاذ/ أمين مرسى بعد وفاة بعدة سنوات، وهي آخر قصائد ديوانه الأخير "من جديد أخلق"، الصادر عام 2017 عن فرع ثقافة الدقهلية، يقول في مطلعها (ص91-94):
رثاؤكَ سوفَ أكتبُ أم رثائي
وروحي بعد موتكَ في تنائي
وعقلي صار يمضي في ذهولٍ
ودمعي صار ينزفُ من دمائي
بعينٍ لا ترى إلا غيوما
وقلبٌ لا يرى إلا شقائي
          علما بأن الشاعر/ أحمد السيد أحمد السيد غنيم، من مواليد عام 1981، وهو فني أشعة طبية، يكتب شعر الفصحى، وحائز على العديد من الجوائز في الشعر الفصيح. ويقع ديوانه "من جديد أخلق" في 96 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على 22 قصيدة بالإضافة للمقدمة، ولوحة الغلاف للفنانة رجاء صادق.

مصيدة عصام الإمام!!:
          جاء عنوان قصة "المصيدة" للقاص/ عصام الإمام مناسباً من حيث الجدة والتركيب والابتكار والعلاقة بينه وبين مضمون القصة وادواتها من (زمان ومكان وشخصية) واتفاقه مع الجو النفسي العام للقصة ....الخ. وقد كان مكان القصة الحجرة بأجزائها وبما تحتويه، باب وسقف وشباك وركن ومنتصف الحجرة. أبطال القصة من القط والعصفور الذي دار بينهم حوار، واستعطاف العصفورة الذي وقع في المصيدة المعلقة بسقف الحجرة للقط ليتركها لتعود أولادها، وظن القط الذي اغلق باب الحجرة ورائها أنها احكم المصيدة حول العصفور، ولكن كانت المصيدة الفعلية هي التي وقع فيها القط حتى يمسك به الطفل صاحبه، فالمصيدة مركبة تتماشي مع المثل الشعبي القائل "حفر حفرتا لأخيه وقع فيها!!". ويرى غاستون باشلار في كتابه "جماليات المكان، ترجمة غالب هلسا، ص36، أن ((البيت هو ركننا في العالم. إنه كما قيل مرار كوننا الأول))، وعن خصوصية المكان كتب "وليد منير" في كتابه "جدلية اللغة والحدث في الدراما الشعرية الحديثة"، دارسات أدبية، الهيئة العامة للكتاب 1997، ص169 ((خصيصة المكان... تكمن في تكثيفه "بوصفه مجالا مزدوجاً" للحظات دلالية بعينها تسري في جسد النص كله، وتمنحه ظلاله وإيحاءاته)).
يمثل زمن القصة حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة، وبالفعل زمن القصة لا يتعدى عدة دقائق. تدور القصة حول مشكلة رئيسية تواجه البطل، بطل واضح وهو العصفور الذي وقع في المصيدة، وبطل خفي وهو الطفل صاحب الحجرة والقط، الذي نصب المصيدة للعصفور الذي أدخلت القط الحجرة واغلق على نفسه ليأكل العصفور، وجاء حل المشكلة وهي أن استطاع الطفل الإمساك بالقط الذي كان يتهرب منه داخل البيت. يتوفر داخل القصة الصراع بين القط والعصفور، وبين القط والطفل.
وهناك لمحة زكية جدا داخل النص السردي، تثبت بأن الكاتب عصام الإمام قاص مبدع ويكتب وهو يعي ما يكتب ويقصد ما يسرد بشكل مكثف يخدم النص القصصي، والدليل على هذا الكلام كلمة (صغير/ الصغير)، فقد ذكر (قط صغير) يليه (حافة السرير الصغير) ثم (مكتب صغير)، وكل هذا يثبت بأن صاحب الحجرة طفل صغير، فالقط والسرير والمكتب له. يعتمد بناء فضاء الحجرة/البيت في القصة موضوع دراستنا لا يتحدد بشكله أو أثاثه أو أي خصوصيه فيه، بل على التشكيل النفسي أكثر مما يعتمد على التشكيل الجغرافي أو الواقعي، ومن خلال تتبع القارئ للحدث القصصي يشعر بوجود الشخصية في المنزل.
استطاع القاص "عصام الإمام" أن ينجح في العقدة أو الحبكة القصصية، حيث سرد مجموعة أحداث متتالية ومرتبة من الناحية السببية، وتدور جميعها حول نفس الموضوع، كما أنها تمتاز بمعيار شد الانتباه في هذه اللحظة، فقد توفر بالقصة الإثارة والدهشة، وظل القارئ ينتظر الحل، وقد أتى على لسان الطفل في آخر عبارة بالقصة وآخر حركة تحركهاـ عندما قال: ("ها قد أفلحت حيلتي وامتدت- وامتدت يده نحو القط والتقطه في سهولة ويسر لم يكن يتوقعهما قائلاً "اتعبتني يا هراب").

بقلم
محمود سلامة الهايشة
عضو نادي أدب قصر ثقافة المنصورة
ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كافوزال Cafosal لتنشيط التمثيل الغذائي – حقن للاستعمال البيطري

راكومين..غلة وجبة شهية لقتل الفئران