فتى المظلات المصري يهبط على الصحاري ليبدأ ثورة القمح
# فتى المظلات المصري يهبط على الصحاري ليبدأ ثورة
القمح
# فتى المظلات المصري يبدأ ثورة
القمح من ميدان التحرير
# فتى المظلات يحلم بتحقيق ثورة
القمح المصرية
# فتى المظلات المصري يدعو لانطلاق
ثورة القمح عبر الفيسبوك كما بدأت ثورة يناير
ما
أجمل أن يندمج الأدب بالعلم، ويتحد العلم بالأدب، ويتحول الخيال إلى واقع، فكل ما
تحقق اليوم على أرض الواقع كان في الماضي القريب نوعاً من الخيال، فبالإرادة
والإدارة يتمكن الإنسان من كسر حاجز المستحيل. والأحلام ليست حكراً على أحد، فالكل
يحلم، كبيراً وصغيراً، رجلاً أو امرأة، شيخاً أو طفلناً، المهم هو خروج تلك
الأمنيات من العقل والقلب إلى اليد في صورة عمل وإنتاج، عن طريق كل من في سن
العمل، فالإنسان تحركه دوافعه والدوافع تحتاج إلى الفهم والإدراك، لذا كان لابد من
غرس قيم العمل والإنتاج في الأطفال والطلائع، وذلك عن طريق البرمجة اللغوية
العصبية لبرمجة رؤوسهم بمنظومة جديدة ومتجددة من القيم الإيجابية المنتجة البعيدة
كل البعد عن القيم السلبية المستهلكة، لإنتاج جيل جديدة تم إعداده على ثقافة من
زرع حصد ومن جد وجد، وترك ثقافة الاستهلاك بمنتجات غيره من بني البشر، ولا نقصد
هنا السلع الاستهلاكية كالغذاء والدواء، بل المقصود كل ما يستهلكه الإنسان حتى من
الفكر والمعرفة والثقافة....الخ، فلابد من تصنيع كل شيء بسواعدنا وعقولنا، فقد
تحول جميع الأنشطة البشرية إلى صناعات، صناعة الثقافة، صناعة السينما، صناعة
الكتاب، صناعة الزراعة، صناعة الدواجن،....حتى صناعة الطفل، صناعة
الإنسان.....الخ، فلم يعد يستخدم مصطلح الإنتاج أو التربية.
جاء ذلك في الفصل الخامس عشر والأخير (ثورة القمح) من رواية (فتى المظلات
المصري)، للأديب/ ماهر عبد الواحد، والصادرة ضمن سلسلة أدب الجماهير، في طبعتها
الأولى عن دار الإسلام للطباعة والنشر بالمنصورة، العام 2012.
# القمح والإبداع:
وقد نوه الكاتب/ ماهر عبدالواحد لأهمية القمح للمصريين في الماضي والحاضر
والمستقل، بحديثة في الفصل الرابع (في مُعسكر الشباب)، حينما تحدث عن الاحتفال
بيوم الحصاد والذي سيكون على ضفاف النيل حيث يقام مهرجان شعبي كبير، ونشارك فيه
بالإسقاط الجوي بالمظلات وفي أيدينا حزم من سنابل القمح الذهبية، أتعقد أننا بهذا
الأسلوب نكون قد أعطينا القمح المصري حقه؟ (ص25، 26).
والقمح ليس غريبا على الإبداع والأعمال الإبداعية والفنية، فقد غنى له موسيقار
الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب، أغنية "القمح الليلة":
تأليف: حسين السيد
غناء وألحان: محمد عبدالوهاب
وتقول كلمات الأغنية:
القمح الليلة ليلة عيده يا رب تبارك و تزيده
لولى و مشبك على عوده و الدنيا وجودها من
جوده
عمره ما يخلف مواعيده يا رب تبارك و تزيده
لولى من نظم سيده متحكم بين عبيده
أرواحنا ملك إيده و حياتنا بيه
هلت على الكون بشايره ردت للعمر عمره
و الأمر الليلة أمره يا رب احميه
يا حليوة أرضك رعيتيها و النظرة منك تحييها
من شهدك كنت بترويها و الخير أهى هلت مواعيده
يا رب تبارك و تزيده
و النيل على طول بعاده فات أهله و فات بلاده
جاله يجرى فى ميعاده علشان يرويه
و الخير فاض من إيدينا لما النيل فاض علينا
احميه يا رب لينا يا رب احميه
النسمة عرفت مواعيده هزت من شوقها عناقيده
و القمح الليلة الليلة ليلة عيده يا رب تبارك
تبارك و تزيده
وقد أنشد الشاعر/ ماهر عبدالواحد، في راوية "فتي المظلات المصري"
على لسان شباب التحرير الذين قسموا أنفسهم إلى ثلاثة مجموعات تتجه إلى الساحل
الشمالي، سيناء، الصعيد والصحراء الشرقية لاستصلاح وزراعة أرض مصر كلها بالقمح
(ص90):
حباتُ القمح هي الأملُ .... هي الإنتاجُ هي العملُ
هي للمستقبل تأمين .... وبها الخيراتُ تكتملُ
ثورة القمح تناشدك .... كي تعمل قدر ما تحتملُ
مصر الخيرات تنتظرُ .... صون الأوطان وتأتملُ
حبات القمح هي الأمل
بالفعل أبيات جميلة، فالأمل والمستقبل لمصرنا الحبيبة هي في تأمين الغذاء،
ويأتي القمح على رأس سلة الغذائي المصري، واقترح بأن يكون عنوان هذا النشيد هو
نفسه عنوان هذا الفصل من الراوية "ثورة القمح". وأتوجه لإدارة تطوير
المناهج بوزارة التربية والتعليم المصرية بإدراج هذا النشيد في كتاب اللغة العربية
لإحدى صفوف المرحلة الابتدائية، لكي يحفظه التلاميذ ويفهم معانيه التي تحث على
العمل والإنتاج بزراعة القمح وتوفيره والاكتفاء الذاتي منه. ويؤكد الدكتور عبد
السلام جمعة الملقب بـ "أبو القمح" في مصر- خلال تقرير صحفي منشور بجريدة
الأهرام الاقتصادي-: أن هناك عائدا
اقتصاديا جيدا من زراعة القمح في الكثير من المناطق الصحراوية في مصر مثل سيناء
والواحات البحرية والعوينات والنوبارية مما يعود بالنفع علي مصر ويمكنها من تحقيق
الاكتفاء الذاتي من القمح خلال سنوات قليلة ويجعلها تتوقف نهائيا عن الاستيراد.
ولم ينسى المؤلف "ماهر عبدالواحد" أن يذكر القطن طويل التيلة
الذي كانت تتميز به مصر، ولكن أصبح من الماضي، فأصبح يذكر كتاريخ للزراعة المصرية.
وقد اتخذ الكاتب من ميدان التحرير مكانا لدراسة ومناقشة خطوات تنفيذ ثورة
القمح، بأن يكون هو نقطة انطلاق الشباب لكل بقع من بقاع مصر الكنانة في قوافل
للعمل والكد، صحيح هي نظرة رومانسية لنتائج الثورة، ولكن مصر بصحرائها الشاسعة
وميدان التحرير وكذلك جميع ميادين التحرير مازالوا موجودين، وتصحيح المسار
والتغيير هو الأمل، فما كان مستحيل بالأمس، بإذن الله ممكن أن يصبح سهل وميسور
غدا، وهنا لابد وان نشير بأن هنا علاقة وطيدة بين الإيمان بالله والعمل، فلا يكتمل
الإيمان إلا بالأعمال الصالحة، خير دليل على ذلك قول الحق سبحانه وتعالي في كتابه
العزيز: " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" [البقرة آية: (25)]؛ " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ
أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [البقرة آية: (82)]؛ " إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " [البقرة آية: (277)]؛..... فالقرآن الكريم مليء
بتلك الآيات التي تشير إلى ربط الخالق العظيم، الإيمان بالأعمال الصالحة ووصفهم
بأنهم أهل الجنة.
# القمح في التراث الإنساني:
كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان
أن عيد عاشوراء "العاشر من المحرم" الذي يحتفل به العالم الإسلامي هو
عيد مصري قديم يرجع إلى الدولة القديمة في أواخر عصر الأهرام وكان من بين أعياد
منف الدينية وكانوا يطلقون عليه عيد "طرح بذور القمح المقدس" ويقع فى
اليوم العاشر من شهر نوبي (طوبة) أول شهور الفصل الثاني من فصول السنة (فصل برت ?
البذر) وذلك طبقا لما جاء في كتاب الدكتور سيد كريم "لغز الحضارة المصرية ".
وقال ريحان - في تصريح له يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ) - إن قدماء المصريين كانوا يحتفلون بعيد عاشوراء بإعداد مختلف الأطعمة التقليدية الخاصة به والتي تصنع جميعها من القمح المعد للبذر وفى مقدمتها صحن عاشوراء ولا تختلف صناعته وطريقة إعداده وتقديمه عما هو متبع حاليا و كانت البليلة تصنع في قدور خاصة ولا تزال حتى الآن من الأطعمة الشعبية المتوارثة وكذلك كعك عاشوراء الخاص ويصنع من القمح وعسل النحل وكان يصنع على شكل القمحة أو السنبلة وتوضع فى وسط الكعكة قمحة رمزا للخير.
وأضاف أن يوم عاشوراء المصري القديم تصادف مع العاشر من تشرى أول السنة العبرية وفيه أمر نبى الله موسى عليه السلام اليهود بالصيام تكفيرا عن ذنب عبادتهم للعجل فى الوادي المقدس "طوى" عند جبل الوصايا، وهو عيد الكبور، مشيرا إلى ان العرب فى الجاهلية اخذوا عادة الاحتفال بعاشوراء والصوم عن اليهود.. وعند نزول الإسلام أمر النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بالصيام فى نفس اليوم والاحتفال به وقد صادف يوم عاشوراء المصري القديم العاشر من تشرى أول السنة العبرية والذي صادف بدوره العاشر من محرم عند المسلمين.
وأوضح ريحان أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل كيف يصوم المسلمون مع اليهود ويحتفلون معهم قال "نحن أحق بموسى منهم" ويحتفل الشيعة أيضا بعيد عاشوراء لأن سيدنا الحسين - رضي الله عنه- قتل في يوم عاشوراء، كما أن بعض البلاد الآسيوية القديمة كانت تحتفل به أيضا في نفس اليوم على أنه اليوم المقدس الذي زرع فيه سيدنا نوح عليه السلام القمحة في الأرض بعد الطوفان.
وقال ريحان - في تصريح له يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2013 لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ) - إن قدماء المصريين كانوا يحتفلون بعيد عاشوراء بإعداد مختلف الأطعمة التقليدية الخاصة به والتي تصنع جميعها من القمح المعد للبذر وفى مقدمتها صحن عاشوراء ولا تختلف صناعته وطريقة إعداده وتقديمه عما هو متبع حاليا و كانت البليلة تصنع في قدور خاصة ولا تزال حتى الآن من الأطعمة الشعبية المتوارثة وكذلك كعك عاشوراء الخاص ويصنع من القمح وعسل النحل وكان يصنع على شكل القمحة أو السنبلة وتوضع فى وسط الكعكة قمحة رمزا للخير.
وأضاف أن يوم عاشوراء المصري القديم تصادف مع العاشر من تشرى أول السنة العبرية وفيه أمر نبى الله موسى عليه السلام اليهود بالصيام تكفيرا عن ذنب عبادتهم للعجل فى الوادي المقدس "طوى" عند جبل الوصايا، وهو عيد الكبور، مشيرا إلى ان العرب فى الجاهلية اخذوا عادة الاحتفال بعاشوراء والصوم عن اليهود.. وعند نزول الإسلام أمر النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بالصيام فى نفس اليوم والاحتفال به وقد صادف يوم عاشوراء المصري القديم العاشر من تشرى أول السنة العبرية والذي صادف بدوره العاشر من محرم عند المسلمين.
وأوضح ريحان أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل كيف يصوم المسلمون مع اليهود ويحتفلون معهم قال "نحن أحق بموسى منهم" ويحتفل الشيعة أيضا بعيد عاشوراء لأن سيدنا الحسين - رضي الله عنه- قتل في يوم عاشوراء، كما أن بعض البلاد الآسيوية القديمة كانت تحتفل به أيضا في نفس اليوم على أنه اليوم المقدس الذي زرع فيه سيدنا نوح عليه السلام القمحة في الأرض بعد الطوفان.
# القمح والسياسية:
ولأن الكاتب يخاطب الطلائع في راويته تخيل معهم
ولهم في النهاية أن الشباب كونوا مجموعة من الأحزاب السياسية التي تحمل أسماء كـ
"حزب السنابل"، و "حزب زهرة اللوتس"...وغيرها من الأسماء التي
تهتم بالقمح ونهر النيل، وبالآثار. وقد فجر المؤلف العديد من الإشكاليات والقضايا
الكبرى كاستيراد الأقماح المسرطنة والفاسدة والمنتهية الصلاحية وغير الصالحة
للاستهلاك الآدمي ولا حتى الحيواني، وأزمات مياه النيل والمحافظة عليه ونهب وسرقة
وتجارة الآثار.
ولربط خيال الكاتب "ماهر
عبدالواحد" بالواقع، فقد قام المهندس إمام يوسف سليمان وكيل مؤسسي الشركة
المصرية للاستثمار الزراعي والأمن الغذائي، كمشروع وطني كبير. وكتب الدكتور عبد
السلام جمعة (أبو القمح المصري) في خطاب إعلانه الانضمام لهذا المشروع، والذي
نشرته جريدة "الأهرام الاقتصادي" في مايو 2011:
· إن القمح يزرع في الأرضي الطينية القديمة منذ عهد الفراعنة وحاليا
تصل مساحة القمح في الأراضي القديمة إلي 2.7 مليون فدان ولكن بدأ إدخال زراعة
القمح في مصر في الأراضي الجديدة الصحراوية في موسم 1990/89 باستخدام نظم الري
المتطور سواء بالرش أو التنقيط أو باستخدام الري المحوري وذلك في مساحة 101 ألف
فدان، وبلغت جملة الإنتاج في هذه المساحة (112 ألف طن بمتوسط 1.1 طن / فدان ( الطن
= 6.7 أردب ) وأضاف أنه في موسم 1995/94 زادت المساحة لتصل إلي 248 ألف فدان أنتجت
441 ألف طن بمتوسط إنتاجية 1.53 طن / فدان وفي موسم 2000 زادت المساحة لتصل 386
ألف فدان أنتجت 398 ألف طن بمتوسط إنتاجية 2.2 طن / فدان وفي موسم 2005/2004 زادت
المساحة أيضا لتصل إلي 450 ألف فدان أنتجت 1.06 مليون طن بمتوسط 2.2 طن / فدان وفي
موسم 2008/2007 تراجعت المساحة إلي 256 ألف فدان أنتجت 567 ألف طن بمتوسط إنتاجية 2.2 طن / فدان وكان سبب التراجع هو
تدني أسعار القمح المحلي في تلك الفترة وعدم إعلان سعر شراء القمح قبل موسم
الزراعة بوقت كاف مما أدي لتحول بعض الزراع إلي التوسع في زراعة بنجر السكر وغيره
من المحاصيل الشتوية الأكثر ربحية.
· وانه في موسم 2010/2011 وصلت زراعة القمح في الأراضي الصحراوية إلي
حوالي 300 ألف فدان وزاد سعر الإردب ليصل إلي 350 جنيها أي أن سعر الطن وصل إلي
2350 جنيها وعادة فإن الزراع يتعاملون مع القمح في الأراضي الصحراوية تماما مثلما
يتعاملون مع القمح في الأراضي القديمة بمعني التسميد فقط بالأسمدة الأزوتية
والفوسفاتية وبنفس الكيماويات الموصي بها في الأراضي القديمة مع إضافة ما لا يزيد
علي 12 كجم بوتاسيوم وهذا السبب في تدني الإنتاجية في الأراضي الجديدة والتي هي
فعلا فقيرة في العناصر.
· ويجب على الزراع إتباع الإرشادات الزراعية من خلال إضافة 48 كجم
بوتاسيوم مع زيادة لا تقل عن 20 % بالنسبة للعناصر الأزوتية والفوسفاتية مما يمكن
زيادة الإنتاجية لتصل إلي 20 إردبا / فدان أي حوالي 3 أطنان/فدان وذلك يعني أن
العائد الصافي من زراعة فدان القمح علي أساس متوسط إنتاجية يتراوح بين 2.2-3 أطنان
/ فدان يتراوح بين 2000 - 3200 جنيه مصري مع احتمال زيادة الإنتاجية عن ذلك من
خلال إتباع الإرشادات الموصي بها في الأراضي الجديدة ومع اعتبار أن تكلفة الإنتاج
تتراوح بين 3250-4000 جنيه للفدان.
· وأشار الدكتور عبد السلام جمعة إلي أن العائد الاقتصادي من زراعة
القمح في الأراضي الصحراوية يعتبر معقولا جدا مع ضمان تنفيذ الهدف الأسمى للمشروع
الوطني لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الذي يتبناه المصريون العاملون بالخارج
وفي المملكة العربية السعودية تحديدا وهو تأمين التوسع في زراعة القمح بهدف تحقيق
أعلي نسبة أمن غذائي محليا مع إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول
الاستراتيجي تحقيقا لآمال وطموحات المجتمع المصري في إنتاج غذائه.
وفي لمحة ذكية من "الروائي ماهر
عبدالواحد" ربط بين شمال مصر بجنوبها من خلال سفر البطل "أيمن" من
القاهرة إلى الأقصر التي تدور فيها معظم أحداث الراوية، ثم رجوعه مرة أخرى للقاهرة
في نهاية الرواية، لكي تبدأ ثورة يناير عن طريق دعوات الشباب على الفيسبوك، ففي
الأقصر (مدينة الشمس أو مدينة المائة باب) ثلث آثار العالم، وهي عاصمة مصر
الفرعونية، إذا جاءت أحداث الرواية ما بين عاصمة مصر في العصر الحالي وبين عاصمة
مصر في العصور القديمة، مدينة طيبة عاصمة الحضارة والزراعة والإنتاج والتقدم في
كافة مناحي الحياة، وبذلك يمكن أن نقيم مقارنة بين ما كانت عليه مصر وعاصمتها منذ
آلاف السنين بأن كانت سلة غذاء العالم ومصدره للقمح بعاصمة مصر الحالية التي لا
تزرع إلا القليل وتستورد غذائها وقمحها من كل حدبا وصوب، بل ويسرق بعض أبنائها
الذين فقدوا الولاء والانتماء لها آثارها أجداده المنتجين ويهربها خارج البلاد
مقابل ثمنً بخس، فهي مقتنيات لا تقدر بثمن، سبحان الله فمازال القدماء المصريين
"الفراعنة" هم من ينفقون على المصريين حتى الآن بإنشائهم المعابد والمدن
وتركهم كل ما أنتجوه ليتحول لآثار يأتي السائحين من كل مكان بالعالم لمشاهدتها والإحساس
بها.
والقمح أو الحنطة جنس نبات حولي من
الفصيلة النجيلية، وينتج القمح حبوباً مركبة على شكل سنابل حيث تعتبر هذه الحبوب
الغذاء الرئيسي لكثير من شعوب العالم، لا ينافسها في هذا المجال إلا الذرة والأرز،
حيث تتقاسم هذه الحبوب غذاء البشر على وجه الأرض (ويكيبيديا).
# القمح في الواقع المصري عام
2013:
نستعرض هنا خبرين نشرا مؤخراً عن وضع مصر من القمح، وذلك حتى لحظة كتابة
تلك السطور، مساء الخميس 5 ديسمبر 2013، ومن خلال قراءة الخبرين - كنموذج- سوف
نفهم حال القمح في مصر بشكل دقيق، فاللغة الأرقام والإحصائيات لا تكذب، فالرقم
يعبر عن نفسه دون شرح، وخاصة أنها صادرة على لسان مسئولين مصريين:
-
الخبر الأول: مصر تطرح مناقصة
لشراء قمح في الفترة من 20 إلى 31 ديسمبر [رويترز]:
طرحت الهيئة المصرية
العامة للسلع التموينية، الاثنين 2 ديسمبر 2013، مناقصة لشراء كمية غير محددة من
القمح من الموردين العالميين، للشحن في الفترة من 20 إلى 31ديسمبر الحالي.
وقال ممدوح عبد الفتاح، نائب رئيس الهيئة،
إنها تسعى لشراء شحنات من القمح اللين أو قمح الطحين أو كليهما من الولايات
المتحدة أو كندا أو أستراليا أو فرنسا أو ألمانيا أو بولندا أو الأرجنتين أو روسيا
أو قازاخستان أو أوكرانيا أو رومانيا، والهيئة هي المشتري الحكومي الرئيسي للقمح
في مصر.
ويغلق باب تلقي العروض، ظهر الثلاثاء، ومن المنتظر إعلان النتيجة بعد
الساعة الثالثة والنصف في اليوم نفسه.
وينبغي أن تكون العطاءات بنظام تسليم ظهر السفينة مع إرفاق عروض
منفصلة لتكاليف الشحن.
-
الخبر الثاني: وزير الزراعة: مصر ستحقق الاكتفاء الذاتي من قمح «الخبز المُدعم» بحلول
2019 [رويترز]:
قال وزير الزراعة، أيمن أبو حديد، إن مصر،
أكبر مستورد للقمح في العالم، يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح لبرنامج
«الخبز المُدعم بحلول 2019 إذا تمت زيادة السعة التخزينية بواقع مليون طن سنويًا».
وأوضح
«أبو حديد» في تصريحات، الاثنين 18 نوفمبر 2013: "ما أقصده بالاكتفاء الذاتي
هو الاكتفاء الذاتي من القمح المستخدم في رغيف العيش المدعوم، تسعة ملايين طن".
وأضاف:
«يمكننا تحقيق ذلك خلال ست سنوات من الآن بشرط أن نبني كل عام صوامع تزيد السعة
التخزينية مليون طن على الأقل».
وتبلغ
طاقة التخزين بالصوامع حاليًا في مصر 1.5 مليون طن، وتعهدت الإمارات ببناء 25
صومعة جديدة، ضمن حزمة مساعدات قيمتها 4.9 مليار دولار، سعة كل منها 60 ألف طن،
وهو ما من شأنه أن يزيد السعة التخزينية إلى 3 ملايين طن بحلول منتصف 2014.
وقال
«أبو حديد»: «نستهدف ونعمل جاهدين لإنجاز إنشاء الصوامع خلال 6 أشهر».
وتشتري
الحكومة والقطاع الخاص في مصر عادة نحو عشرة ملايين طن من القمح سنويًا من الأسواق
الدولية، وتستخدم الدولة خليطًا من القمح المحلي والقمح المستورد، لإنتاج الخبز
المدعم الذي يعتمد عليه ملايين المصريين.
وتوقع
«أبو حديد» استمرار المعدل السنوي الحالي لاستيراد الدولة للقمح البالغ 5.5 مليون
طن سنويًا على ما هو عليه لعدة سنوات، بسبب النمو السنوي الذي تبلغ نسبته 2% في
عدد السكان البالغ 85 مليون نسمة.
وقال وزير الزراعة: «في عام 1980 كنا حوالي 41 مليون نسمة.. اليوم نحن ضعف هذا
العدد. أغلب النمو السكاني في الفئات الاجتماعية الأشد فقرًا.. وإذا استمر معدل
النمو السكاني كما هو ستظل الواردات عند نفس المستوى»، وتوقع أن تظل مستويات
الواردات الحالية كما هي حتى 2019.
وخفّضت مصر الواردات في العام الماضي،
حيث راهنت حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي على نمو المحصول المحلي، غير أن
خبراء في القطاع قالوا إن تلك السياسة تسببت في عجز لا يقل عن 900 ألف طن من القمح
اللازم لبرنامج الدعم.
وقال
«أبو حديد»: «إن خطة مرسي استندت إلى خطة وضعتها مراكز البحوث الزراعية المحلية في
2009، لكن حكومته أحيت الخطة دون استنباط وسائل لتنفيذها».
وأضاف
«أبو حديد»، الذي عُين في يوليو الماضي، إن خطة الاكتفاء الذاتي تهدف لحماية الأمن
الغذائي المصري من تقلّص الإمدادات العالمية والتقلب في أسعار القمح العالمية.
وقال:
«الهند والصين دخلتا السوق العالمية للقمح.. إذا استمر هذا فإن المتاح في السوق
العالمية البالغ 25 مليون طن لن يظل متوفرًا.. هذا إما سيرفع الأسعار فوق قدراتنا
على التجارة أو أننا لن نجد كميات للشراء، الهند والصين أقرب من حيث المسافة
لمنطقة البحر الأسود، سيكون أسهل على دول مثل روسيا التوريد لهما».
وأشار
إلى أن القمح يُزرع في 3 ملايين فدان في مصر سنويًا ويبلغ متوسط الإنتاج 2.7 طن
للفدان، ليصل الإجمالي إلى 8.1 مليون طن.
وتشتري
الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية الحكومية نحو 3.6 مليون طن من القمح المحلي
سنويًا.
وقال
«أبو حديد»، إن مصر تهدف لزيادة إنتاجية الفدان إلى 3.2 طن من خلال استنباط سلالات
مُحسّنة، مؤكدًا أنه «من خلال ذلك يمكننا الوصول (بالإنتاج المحلي) إلى 9.6 مليون
طن».
وتوقع
وزير الزراعة استمرار الإنتاج المحلي عند نحو 8.3 مليون طن في محصولي 2014 و2015.
وأضاف
أن الدولة يمكن أن تشتري نحو 3.6 إلى 3.7 مليون طن من المزارعين في 2014 و5 ملايين
طن في 2015.
وأضاف
«أبو حديد» أن البناء غير القانوني على الأراضي الزراعية الخصبة إحدى العقبات
الرئيسية التي تواجه قطاع القمح، ولفت إلى أنه تم التعدي على نحو 45 ألف فدان من
تلك الأراضي منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011.
واستطرد قائلاً: «نفقد نحو 1.6 مليون
طن من القمح سنويًا.. 4 مليارات جنيه مصري (580.75 مليون دولار) تضيع سنويًا بسبب
عدم وجود منشآت تخزين ملائمة".
ويتضح من الأرقام أننا في مصر نعيش مأساة
بكلمة تعني الكلمة من معنى، فأصبحت المشكلة في عدم إنتاج ما يكفينا من القمح وفقط،
أو استيراد باقي احتياجاتنا من الخارج وفقط، بل وفي فقدنا ل نحو 1.6 مليون طن من القمح سنويًا..
4 مليارات جنيه مصري (580.75 مليون دولار) تضيع سنويًا بسبب عدم وجود مخازن لتخزين
القمح بشكل صحيح.
## تصحر الحقول والعقول!:
التصحر Desertation هو مرض من الأمراض المتوحشة التي تصيب الحقل والعقل، فهو تدهور في
خصوبة التربة المنتجة، وانخفاض إنتاجيتها المحصولية، ويقول الدكتور عبدالجواد
حجاب: "التصحر: هو مصطلح نطلقه على الأراضي الزراعية عندما يصيبها الجفاف، أو
يتم تجريف تربتها الخصبة، وتصبح غير قادرة على أي نوع من أنواع الإنتاج، سواء
زراعيًّا أو حيوانيًّا، والتصحر الفكري يصيب عقول البشر فيهلكها ويُفْقِدُها
القدرة على الإنتاج والإبداع، والتجديد والتطوير، وخاصة إذا أصاب عقول النخبة
المثقَّفة، سواء كانت علمية، أو أدبية، أو سياسية، أو إعلامية، وهي النُّخَب التي
تُمثِّل قاطرة التقدم لأي مجتمع".
وكتب الكاتب العراقي "واثق الجابري" على موقع "كتابات": "تصحُّر العقول والحقول
وليد الفقر، والأمية، والهجرة، وتدني الاقتصاد، وفقدان أغلب الثروات الزراعية
والصناعية؛ فالتصحُّر العقلي أمات أشجار الوطنية بِوَبَاء "المصلحية"، ولم يدرك ويترجم لغة التعبير عن المطالب لإحياء شجرة
الوطن؛ جرَّاء جفاف العقول، التي لم تبحث عن إيجاد الحلول من الجذور، وتقديم
الأولويات، فالبداية إصلاحات العقول، واستصلاح وسقاية الجذور، والعلاج
يبدأ من أكثر الجروح خطورة وألَمًا، وإن لم نكافح تصحر العقول، فلن
نستطيع أن نزرع ونحيي تلك الحقول".
يحتفل العالم كل عام منذ
عام 1994 باليوم العالمي لمكافحة التصحر، في الـ 17 من يونيو، وقد أعلنت وكالة
الأمم المتحدة المعنِيَّة بمكافحة التصحر في أبريل 2013، ارتفاع عدد الدول التي
أصيبت بالتصحر إلى 168 دولة في العالم، بعدما كانت 110 دولة في تسعينيات القرن
العشرين، وأصبح يعاني أعراضه القاتلةَ نحوُ مليار شخص؛ حيث يخسر العالم سنويًّا
120 ألف كيلو متر مربع من الأراضي الخصبة، كانت تُنْتِج نحو 20 مليون طن حبوب.
وتُعَدُّ مصر أُولَى دول
العالم صحراويًّا، وفي معدلات انتشار التصحر؛ حيث إن 4% فقط من الأراضي زراعية
خصبة، أما الباقي 96%، فهي أراضٍ قاحلة، وأراضٍ شديدة القحولة، وفي معدل قياسي
عالمي غير مسبوق في التصحر، باتت مصر تفقد كل ساعة 3.5 فدان من أراضيها الزراعية
الخصبة بالدلتا؛ نتيجة البناء والزحف العمراني.
يكبد التصحر الدول
المصابة به سنويًّا نحو 64 مليار دولار، وتبلغ خسائر مصر من التصحر سنويًّا 12
مليار جنيه، طبقًا لتصريح الدكتور عادل عامر - رئيس مركز المصريين للدراسات
السياسية والقانونية والاقتصادية.
وأهم مخاطر التصحر على
التربة، أو أهم ما يميز التربة المتصحرة:
1-
تمليح الأراضي المروية: ترتفع بها نسبة الملوحة.
2-
زحف الرمال: تتفكك الطبقة السطحية، وتصبح أكثر عرضة للانجراف بالرياح
والماء.
3-
انخفاض خصوبة التربة: ينخفض إنتاج الغذاء.
4-
الرعي الجائر: ينخفض إنتاج الأعلاف.
5-
تدمير الغابات.
6-
تفقد التربة قدرتها على الاحتفاظ بالماء.
وكما أن هناك تجريفًا
للأراضي الزراعية، فهناك أيضًا عملية تجريف ممنهجة للعقول البشرية، وبما أن النخب
المثقفة هي التي تقود أي مجتمع؛ لذا نعرِض لأهم أعراض ومظاهر مرض تجريف العقول،
وتصحر الفكر عند تلك النخَب (النخب
الثقافية والعلمية والسياسية والإعلامية) كنموذج
لحال باقي أفراد المجتمع:
1-
فقْد القدرة على الإبداع والابتكار.
2-
تيبُّس الأدمغة، والبقاء في خندق الماضي الفاسد والظالم.
3-
هجرة الخبرات والكفاءات والعقول إلى خارج الأوطان، ولا توجد وسيلة
الآن لإعادتها.
4-
توفُّر خبرات هائلة في ثقافة التهميش، والإقصاء، والعزل، والملاحقات
الأمنية والاستبعاد.
5-
انعدام قيم الانتماء والولاء والحب للوطن.
6-
الانشغال بالبحث عما يملأ الجيوب والبطون.
وعليه؛ إذا أردنا ملء
البطون والعقول بما هو مفيد وصالح، فلا بد من القضاء على التصحر والتجريف للتربة
والفكر.
بقلم: محمود سلامة الهايشة- كاتب
وباحث وناقد
تعليقات
إرسال تعليق