خارطة طريق لشباب الوطن بعد ثورات الربيع العربي وملحقاتها بديوان "الرحيل المحتوم" للشاعر ماهر عبدالواحد
خارطة طريق لشباب الوطن بعد ثورات
الربيع العربي وملحقاتها بديوان "الرحيل المحتوم" للشاعر ماهر عبدالواحد
صدر
مؤخراً ديوان "الرحيل المحتوم" للشاعر ماهر عبدالواحد، عن سلسلة أدب
الجماهير التي يشرف عليها الأديب الكبير/فؤاد حجازي، وجاء الطبعة الأولى عن دار
الإسلام للطباعة والنشر بالمنصورة، تحت رقم إيداع بدار الكتب والوثائق 16378/2013،
وترقيم دولي I.S.B.N: 978-977-732-100-6 ، ويقع الديوان في 219 صفحة من القطع الصغير.
ويحتوي ديوان "الرحيل المحتوم" (قصائد وخرائد) على الآتي:
1-
في بداية الكتاب الإهداء وقد أهدى الشاعر
ديوانه لأبنته أميره ماهر عبدالسميع عبدالواحد.
2-
مقدمة المؤلف المؤرخة في 15/6/2013.
3-
تقديم وتقدير بقلم الدكتور/ محمد السيد موسى –
أستاذ بقسم اللغة العربية – كلية التربية-جامعة المنصورة.
4-
تمهيد للمؤلف والمؤرخ 25/6/2013.
5-
دراسة تذوقية بقلم الشاعر/ وحيد عبدالخالق
راغب –عضو اتحاد كُتاب مصر، بتاريخ 16/6/2013.
6-
عدد 52 قصيدة عمودية فصحى، نظمها الشاعر
بأسلوب تربوي تثقيفي تعليمي وجداني.
7-
وفي نهاية الديوان ملاحق التراجم، وقد قسمها
الشاعر إلى خمسة ملاحق وهي:
7-1- ملحق المصطلحات.
7-2- ملحق التفاعيل العروضية.
7-3- ملحق مفاتيح البحور.
7-4- ملحق الدوائر العروضية.
7-5- ملحق الزحافات والعلل.
8-
الفهرس.
9- التعريف بالشاعر.
وشاعرنا هو العميد مهندس متقاعد/ ماهر عبد
السميع علي عبد الواحد، من مواليد 6 أغسطس 1949م بمدينة بيلا محافظة كفر الشيخ، من
ضباط الجيش المهندسين الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيد، حصل على درجة الماجستير
في هندسة القوى الميكانيكية من كلية الهندسة جامعة المنصورة عام 1983م، شارك في
كثير من الندوات العلمية والأدبية والدوريات، صدر له حتى كتابة تلك السطور أربعة مؤلفات:
رواية للطلائع (فتى المظلات المصري)، قصة للأطفال (حكاية أصدقاء الغابة)، قصص
قصيرة (مُستنبح)، والديوان الذي بين أيدينا (الرحيل المحتوم).
# هل هذا ديوان شعري أم عملا
أدبيا يتخطى حدود الديوان؟!:
لأول مرة في حياتي أشاهد وأقرأ ديوان شعر، يكتب الشاعر الفهرس بهذه الصورة
التي كتب بها الشاعر ماهر عبدالواحد ديوانه، فقط قام بكتابة الفهرس على شكل جدول
مكون من أربعة أعمدة، في العمدة كان المسلسل "لكتابة رقم وترتيب
القصيدة"، وفي العمود الثاني "عنوان القصيدة"، وفي العمود الرابع
"رقم الصفحة"، إلى هذا الحد لا يوجد أي شيء مختلف أو غريب عن أي فهرس
ديوان آخر، ولكن جاء العمود الثالث "باسم البحر"، أي البحر الشعري
المستخدم في كتابة كل قصيدة، فبعد كل قصيدة داخل الديوان قام المؤلف بتعريف بحرها
الذي بُنيت عليه، وكيفية دراسته تقطيعيا لينهل منه كل متذوق ودارس في المرحلة
الجامعية أو ما قبلها، خاصة بلاغة وعروضا، وقد أردف بعض قصائده بمعاني كلمات تعين
القارئ على الإيغال في المعنى.
وعليه جعل الشاعر من ديوانه كتابا في الشعر العربي الفصيح، يحتوي على
القصيدة الشعرية وعلى معني الكلمات المعجمية المستخدمة داخل أبياتها، والبحر
المستخدم وتقطيع الأبيات عروضيا، وتراجم لأسماء الشخصيات والأماكن والأحداث
الواردة في القصيدة، مما يعني أننا لسنا أمام ديوان شعر عادي بل ديوان موسوعي،
يقوم فيه الشاعر بكتابة الشعر وتفصيل معانيه، وكيفية وطريقة كتابته، وشرح
المعلومات العلمية والأدبية والتاريخية والجغرافية الواردة فيه، بما تخطى حدود
كتابة الشعر وفقط، أو كتابة النقد الأدبي وفقط، أو شرح لعلم العروض وفقط، أو
التراجم وفقط، أو حتى أسلوب كتابة الكتب التعليمية الدراسية التي تٌألف وتطبع
خصيصا لتلاميذ وطلاب مراحل التعليم الأساسي ككتاب للنصوص الأدبية تدرس في مادة
اللغة العربية، فالديوان عملا موسوعيا أدبيا، من الواضح جدا أنه أخذ وقتا وجهدا
غير عادي من الشاعر الرقيق/ ماهر عبدالواحد، الذي جمع بين العلم والأدب، وبين
الحياة العسكرية والمدنية، وبين لغة العلم ولغة الأدب، والتمكن من اللغة العربية
واللغة الشعرية، وهذا واضح جدا من عدم وجود أخطاء إملائية أو نحوية أو عروضية داخل
الديوان، وكذلك تشكيله ووضع علامات التشكيل فوق كلمات القصائد الشعرية وحتى على
باقي ما جاء داخل هذا الديوان القيم.
لذا فقد سهل شاعرنا المهمة جدا على مؤلفي الكتب المدرسية في النصوص
العربية، حيث قدم لهم 52 نصا شعريا جاهزا من حيث الجو الذي أحاط الشاعر عند كتابته
للقصيدة، ومعاني ومفردات الكلمات داخل النص، وتوضيح البلاغة وتقطيع بعض أبيات
القصيدة، ذكر البحر المستخدم بالقصيدة وشرح هذا البحر بشك مبسط ميسور للدارس
والمتذوق والمتخصص.
ولأن المؤلف يجيد فن القص والسرد القصصي، فقد قام بكتابة قصة القصيدة، أو
قصة الحدث الذي دفعه لكتابتها، أو كما يقال كواليس القصيدة، مما يعني أن الشاعر
يضع القارئ أمام حالته النفسية والإنسانية التي دفعته لكتابة تلك الأبيات وهذه
القصيدة، مما يعطي فكرة جيدة للمتلقي عن شخصية الشاعر وطريقة تفكيره وتوضيح صورة
وجانب من حياته، مما يضيف جانب آخر لهذا الكتاب، ألا وهو السيرة الذاتية أو
الشخصية للأديب، فإذا قمنا بتجميع قصص ومواقف القصائد داخل الديوان فسوف نجمع جزء
من سيرة الشاعر الأديب المهندس الضابط/ ماهر عبدالواحد.
# مواضيع وعناوين قصائد الديوان
وبحورها:
يقول الشاعر/ وحيد راغب-في دراسته التذوقية المنشورة داخل الديوان:
"قد لاحظت أن حوالي 40% من قصائد شاعرنا من البحر الكامل ومجزئه بما يتماشى
مع الفكر الحديث، حيث أن بحر الكامل يحتل الآن المرتبة الأولى، وقد أسعدني كثيرا
فكرة الملاحق التي أثرت الديوان وأعطته بُعدا تعليميا تربويا هاما"
(ص19).
ويكتب الأستاذ الدكتور/ محمد السيد موسى، في تقديمه وتقديره للديوان:
"تمر السنون وتمضي الأعوام، وتنقضي الأجيال، ويبقى الشعر والشعراء عبر القرون
في تواصل الحس والنبضات، وشاعرنا – العميد مهندس/ ماهر عبد الواحد- أحد الشعراء
الموهوبين الذين أنعم الله عليهم بالمشاعر الفياضة والفكر الجياش، فطوف بنا عبر
الحدائق والبساتين ليقطف لنا من كل بٌستان زهرة، ومن كل حديقة ثمرة، فلم ينس
الحديقة والنظافة أو فتى الكشافة وشقائق الرجال وحنان الأم، أو الطالب والكتاب
والمٌعلم فقد قصد كلاً بقصيده ودق على صدره بعبيره" (ص7).
وعناوين القصائد بترتيبها داخل الديوان: عداءُ الغرب، أيها العرب حرام، هيا
نغرس شتلة، أبطال العبور، وطنك العربي، أبناء الحجارة، مشروع عنصري، مرثية ضياع
العراق، ثورات الشعب، تمسك الطاغية بالحكم، أسباب فشل مبارك، محكمة الثورة، الرئيس
المنتخب، في ذكرى 25 يناير، قنص العيون، النظافة، الإعلام، المكتبة، كتابي،
مدرستي، مُعلمة المكتبة، الحصة الأولى، الحصة الثانية، الحصة الثالثة، حديقة
الطفل، صلاتي، طفل سقيم، أصوات، في الحديقة، منزل الطير الجميل، دار بن لقمان،
شقاق الرجال، مشاكل زوجية، الرحيل المحتوم، يا من أضأت البرلمان، أمي، حديقة أمام
منزلي، منزلي، فتي الكشافة، الرياضة البدنية، شم النسيم، يا نيل، يا شباب النيل،
همسة عتاب، في معرض الأجهزة، طائرة فوق السحاب، دراجتي، حقيبة المدرسة حان انتهاء
العقد، ضفائر منف، قطار الإبداع الأدبي، سرقة ثورة.
وقد استخدم الشاعر عدة بحور في كتابته لقصائد
ديوانه، موزعة كالتالي: بحر الكامل (11 قصيدة)؛ مجزوءُ الكامل (10 قصائد)؛ بحر
الوافر (3 قصائد)؛ مجزوء الوافر (4 قصائد)؛ بحر المتدارك (11 قصيدة)؛ بحر المتقارب
(3 قصائد)؛ بحر الرمل (1 قصيدة)؛ مجزوء الرمل (3 قصائد)؛ مجزوء الرجز (2 قصيدة)؛ مُخلع
البسيط (1 قصيدة)؛ بحر الطويل (1 قصيدة)؛ مجزوء الخفيف (1 قصيدة)؛ بحر الهزج (1
قصيدة) = 52 قصيدة (مجموع قصائد الديوان). بالفعل إذا قمنا بحساب عدد القصائد التي
كتبها الشاعر على بحر ومجزوء الكامل سوف نجدها 21 قصيدة وهي تمثل ما نسبته 40% من
مجموع قصائد الديوان، يليها في الترتيب القصائد التي كتبت على بحر المتدارك وهي
تمثل 21% من قصائد الديوان.
وإلى هنا نكون بهذا الجزء قد قمنا بوصف أهم ما جاء بديوان "الرحيل
المحتوم" للشاعر ماهر عبد الواحد، وسوف نقوم بمشيئة الله تعالى في الأجزاء
القادمة بقراءة ودراسة أكثر عمقا لهذا العمل الكبير.
بقلم: محمود سلامة الهايشة- كاتب
وباحث وناقد
تعليقات
إرسال تعليق