ارتشاف الطيف ديوان في حب سيناء وعشق جيش مصر حاميها
ارتشاف الطيف ديوان في حب سيناء وعشق جيش مصر حاميها
صدر ديوان "ارتشاف الطيف" للأديب
والشاعر/ وحيد السواح، عن فرع ثقافة الدقهلية، إقليم شرق الدلتا الثقافي، الهيئة
العامة لقصور الثقافة، عام 2017. يقع الديوان في 88 صفحة من القطع المتوسط، يكتب
وحيد مسعد السواح الشعر والقصة القصيرة والروائية والنقد الأدبي، وهو عضو عامل
بنادي أدب بيت ثقافة شربين ومحاضر مركز بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
يحتوي الديوان على إهداء الشاعر، و34 قصيدة
شعرية كُتبت بالعربية الفصحى، وفي نهاية الديوان سيرة ذاتية تظهر مشوار الشاعر
الأدبي والعلمي، معظم قصائد الديوان هي قصائد عمودية، وهناك عدداً منها ينتمي لشعر
التفعيلة منها قصائد: "يا ليتها تعلم ص11-13"، "لا تذكري ما كان
ص30-33"، "لا تبك يا نهري الحزين ص34-36"، "أغنيات الأمس
ص48"، "النهر عاد من جديد ص52-53"، "لست مراهقا ص54-56"،
إذا فيبلغ عدد قصائد التفعيلة بالديوان ستة بنسبة 17.5%، بينما النصوص العمودية
فتبلغ 82.5% من مجموع قصائد ديوان
"ارتشاف الطيف".
يعد هذا الديوان من الدواوين الوطنية المليء
بالقصائد التي تظهر مدى حُب الشاعر لوطنه ودرعه وسيفه، ويظهر ذلك من عناوين
النصوص، فأغلب عناوين النصوص الوطنية سريعة خاطفة، تتشكل من كلمة أو كلمتين فقط،
ويقال دائما بأن العنوان هو عتبة النص، ومن الواضح وأنها مرآة لما سوف يرد فيها،
فمن القصائد التي تتحدث عن الوطن مصر وسيناء الحبيبة أرض الفيروز والجيش المصري:
"يا بلادي"، "مصر"، "السلام"،
"نصرٌ قريبٌ"، "فجْرُ سَيْناء"، "ابن سيناء"،
"ثمن التعدي"، "خير الجنود"، "البَواسِل".
وقد اختتم الشاعر وحيد السواح ديوانه
"ارتشاف الطيف" بقصيدتين في حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الأولى
بعنوان "البان والعلم" ص83-84، والثانية "نور الهداية" ص85-86.
يعرف "إسلام فتحي" شعر التفعيلة بأنه
الشعر الذي يتخذ التفعيلة أساساً عروضياً للقصيدة، وهو لا يتقيد بعدد معيّن من
التفعيلات في السطر الواحد، بحيث قد يشتمل السطر على تفعيلة أو أكثر وصولاً إلى
اثنتي عشرة تفعيلة، ويخرج هذا الشعر عن مبدأ تساوي الأشطر، ولا يلتزم بقافية واحدة
في كامل القصيدة، ومن أسمائه: الشعر المرسل، والنظم المرسل المنطلق، والشعر
الجديد، والشعر الحر. وهذا ما فعله الشاعر وحيد السواح ففي قصيدة "يا ليتها تعلم"
على سبيل المثال يقول فيها:
يا ليتها تعلم... بم تعلم؟! ويحك!
أما تزال تحبها؟!
لن تفهمك .. لن تسمعك
أيام أن كانت هنا تجاهلت
والآن تسكن غيرنا
والآن تلعق من دمك
تلك التي أحببتها
وتجرت من شيء اسمه هوى
يعد نهر النيل هو شريان الحياة للمصريين
وبدونه لا أحد يستطيع العيش، فنحن نعتمد عليه في الشرب وكافة الاستخدامات المنزلية
كالطهي والغسيل والاستحمام … إلخ، كما أنه مصدر أساسي للزراعة وتألفت حوله أرض
خصبة يقوم المصريين بزراعتها بالإضافة إلى أنه مصدر مهم للغاية في توليد الكهرباء
وخاصة بعدما تم إنشاء السد العالي، لذا قد اختار الشاعر جزء من أبيات قصيدته
"لا تبك يا نهري الحزين"، على أن تكتب على الغلاف الخلفي لديوانه:
لا تبك يا
نهري الحزين
لا تبعث
الصوت الأنين
من عمق
الوهن
سيعود فجرك
من جديد
وتعود تحتضن
العذارى في الظلام العابث
أو في
الليالي العاطرات بالمساء
أو فرحة
الناي في ليل السمر
فيسير
الشاعر وحيد السواح على درب أمير الشعراء أحمد شوقي، حينما كتب للنيل وعن النيل في
قصيدته "النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ" فيقول شوقي في مطلعها:
النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ .... والجنة
ُ شاطئه الأخضرْ
ريَّانُ الصَّفحة ِ والمنظرْ .... ما
أبهى الخلدَ وما أنضرْ !
تعود نشأة
شعر التفعيلة بعد صدور قصيدة "الكوليرا" في أكتوبر/تشرين الأول من عام
1974م ببغداد على يد الناقدة والشاعرة نازك الملائكة، وقد أشارت إلى أنّ الشعر
الحر أو شعر التفعيلة أكثر صعوبةً من شعر الشطرين (الشعر العربيّ الموزون المقفى)،
كما أوضح الدكتور عبد الهادي محبوبة أنّ التفعيلة موجودة في فنّ النثر أيضاً
والموسيقى، وأنّ شعر التفعيلة هو أقرب للنثر منه للشعر. ومن نماذج شعر التفعيلة بديوان "ارتشاف
الطيف" لوحيد السواح، نذكر جانب من قصيدته "لا تذكري ما كان":
لا تذكري ما
كان
إن الحنين
يجلب الأحزان
أيام أن كنا
هنا
واللهو يدخل
قلبنا
والليل يرقص
في انتشاء
وأنا أنادي
أن تعالي والعبي
لعب البراءة
بالدمى
أو نجري
ركضاً خلف أسراب الحمام
أو نهتك
الأستار وقت أن تنامي في براءات الصغار
أنا في
انتظار
تقريبا يخلو
الديوان من الأخطاء الإملائية والمطبعية، حيث قام الشاعر وحيد السواح بمراجعته
لغوياً بشكل جيد قبل الطباعة النهائية، علما بأنه حاصل على ليسانس آداب لغة عربية،
والدبلوم العالي في الدراسات الإسلامية ودبلوم آخر في الإدارة، كما أنه حاصل على
دبلوم عام وخاص في التربية وعلم النفس. ومن الأمور التي لفتت نظري أثناء المطالعة
والقراءة للديوان أعجبتني جداً هي إشارته وتنويهه في قصيدته "البان
والعلم" والتي تتكون من 14 بيتاً شعرياً عمودياً فصيحاً، منهم 13 بيتاً من
تأليف السواح، بينما البيت رقم 10 هو من إحدى قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي والذي
يقول فيه:
هناك أذن
للرحمن فانتبهت .... أسماع مكة من قدسية
النغم
الكاتب والباحث/ محمود سلامة الهايشة
عضو نادي أدب قصر ثقافة المنصورة
والمحاضر المركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة
تعليقات
إرسال تعليق