ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (5)
ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (5)
يا مين طلاق يا بيه!!
في عصور الجاهلية كان الناس يعبدون الأصنام فكانت كل مجموعة تتخذ واحد أو أكثر من تلك الأصنام كآلهة يدعوها عند الشدائد ويستعينوا بها عن المصائب ونسوا الخالق العظيم عالم الغيب والشهادة، كانوا يتقربوا إليها بالقرابين من مأكل ومشرب وملبس وروح سواء أكانت روحاً بشرية أو حيوانية.
وفي العقد الأخير ظهر في مصر قانون الخلع، إذ تستطيع الزوجة الكراهة لزوجها أن تخلعه حتى ولو كان سبب الكراهية بسيط وغير مقنع للعادات والتقاليد والأعراف السائدة بالمجتمع، فهي ليست جارية في بيت زوجها أو سبيه اشترها من سوق النخاسة.
وفي خلال الفترة من 25 يناير وحتى 11 فبراير 2011 تم إزالة جميع صور وتماثيل فرعون مصر الذي ظل جالساً على عرش مصر ثلاثة عقود كاملة وأُدخل السجن بصحبة أبنيه وزوجه ووزرائه وأعوانه من القتلة والخونة والمجرمين واللصوص...الخ.
جاءت الثورة للقضاء على الفساد والمفسدين ولكن مازالت الجراحة سطحية لم تتعمق وتزيل جذور ومنابت هذا الفساد، فأكبر سبب سوف يظل سرطان قابع في جسد الأمة هم أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم أنصاف الآلهة، فهم يتعاملون مع أخطر وأهم فئة من فئات الشعب المصري، ألا وهي شريحة الطلاب الجامعيين وخلال المرحلة العمرية من 18 سنة وحتى 23 سنة، ويبلغ عدد الملتحقين بالتعليم العالي بمصر 2.5 (اثنين ونصف) مليون طالب وهذا العدد يشمل طلاب الدراسات العليا وقد جاء هذا الرقم على لسان د.عمرو عزت سلامه – وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري خلال مقابله تليفزيونية مساء يوم الاثنين 20 يونيو 2011.
وكما قلنا سابقا بأن طالب الدراسات العليا الذي التحق ببرنامج دراسة الماجستير تحت رعاية وإشراف أحد المشرفين الفاسدين من الذين يقولون "أنا الإله.. أنا ربكم الأعلى" حاش لله رب العالمين، وقد انتهى هذا الطالب بفضل من الله ونعمه من تلك الأطروحة بشق الأنفس، وأراد أن يخرج خارج حدود ونفوذ هذا الإنسان البغيض لكي يشعر بالحرية، فلا تعليم جيد بالحرية، فاستعباد العبد للعبد يؤدي إلى إصابة المستعبد بالعديد من الأمراض النفسية وقد يكتسب بعض الصفات القبيحة من هذا الأستاذ النصف إله الذي نسى أنه كان في يوماً من الأيام طالب ويتحكم فيه أساتذة كانوا بقلوب رحيمة وعقول حكيمة، وقد نسى أن قد تعلم منه من خلال الحب والاحترام وليس بالتحكم وإعطاء الأمور بلا حدود.
تأتي اللوائح والقوانين المنظمة للكليات الجامعية في الوقوف أمام هذا الطالب، حتى إذا ذهب الطالب للمكتب الدراسات العليا يطلب تغيير لجنة إشرافه واختيار من يريد من الأساتذة الذين يحملون الأمانة بكل شرف، فكتشف الطالب أنه متزوج من هذا المشرف زواجاً عرفياً غير شرعياً غيابياً، والمشكلة الكبرى في هذا الزواج الذي لا يوصف إلا أنه زنى تحت عين وبصر من المجتمع كله بأنه زواج بلا طلاق.
نعم بلا طلاق، فيسأل الطالب:
- كيف هذا؟!
فتأتي الإجابة كألواح الثلج:
- هذه لوائح الكليات، وتعليمات الجامعة، فأنت أيه الطالب متزوج من هذا المشرف، وقد كُتب على جبينك مدي الحياة.
- أين أذهب لكي أحصل على ورقة الطلاق؟ هل أذهب للمحكمة؟!
- لا يوجد محكمة فالمشرف هو الخصم والحكم، في الظالم المعتدي وهو رئيس المحكمة وهو المحامي الذي سيطالب هيئة المحكمة بإعدامك أو وضعك في السجن مدى الحياة كأقل حكم عنده لأنك مارق، كيف لك أن تطلب هذا الطلب من مشرفك وولي نعمتك ورازقك وصاحب الفضل عليك!!
- آه.. نسيت أنه نصف آله، ولكني العبد الله وحده ولا أركع ولا أسجد إلا هو.
- هذا أنت، ولكن غيرك يكبر ويعظم ويقدم لا القرابين.
- الآن كيف أحصل منه على ورقة الطلاق؟!
- أتقصد خطاب التزكية حتى تستطيع التسجيل للدكتوراه في مكان آخر أو مع مشرف آخر؟!
- بلى، هل أذهب للمحكمة لطلب الطلاق أو الخلع؟!
- لن تنفعك فأستاذ الجامعة فوق القانون وفوق العدالة وفوق الناس، هل نسيت نذكرك للمرة المليون هو نصف إله، فالإله دائما على صواب وأنت دائما على خطأ.
- حسبنا الله ونعم الوكيل، والله المستعان على ما يصفون.
القراء الأعزاء:
أشكر لكم حُسن المتابعة، وأرسل باقة ورد لكل من تواصل معي عبر البريد الإلكتروني، وقد بدأت القصص والحكايات عن أساتذة الجامعات المفسدين أنصاف الآلهة تانهال علينا بقصص مخجلة ومؤسفة ولكننا سوف ننشرها حتى نضعها أمام الجميع الكبير والصغير، والطالب والخريج، فالمجتمع بأكمله مسئول عن تلك المهازل التي يرتكبها هؤلاء بحق أجيال كاملة، وبالتالي في حق هذا الوطن الغالي، لذا تعد تلك الجرائم بمثابة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بمن يجعلنا نوجه لهم تهمة الخيانة العظمى، لأنهم خانوا الأمانة وخانوا الوطن.
وإن شاء الله تعالى سوف نخصص لكل رسالة من رسائلكم حلقة خاصة ضمن سلسلة ملف (فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة) بحيث ننشر الموضوع مع التحليل والتعليق عليه؛ ونحن في انتظار المزيد من الرسائل من جميع الشرفاء الذين يعيشون على أرض الكنانة.
بقلم:
محمود سلامة الهايشة
تعليقات
إرسال تعليق