ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (8)
ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (8)
إلى متى سيتحمل الطلاب أخطاء أساتذة الجامعات؟
في خبر من أخبار أساتذة الجامعات المخزية نشرته بوابة الأهرام gate.ahram.org.eg تحت عنوان (استبدال الأسئلة بعد ساعة من بداية امتحان بطب أسنان المنصورة بسبب الأخطاء)، جاء فيه:
استطاعت "بوابة الأهرام" الحصول على نسختين من الامتحان الخاص بمادة "التيجان والجسور" للفرقة الثانية بأسنان المنصورة، بعد إجبار الطلاب على تبديل ورقة الأسئلة بعد ساعة من بداية الإجابة لوجود أخطاء في الأسئلة.
وكان طلاب الفرقة الثانية بكلية طب الأسنان بجامعة المنصورة, قد فوجئوا الخميس 16 يونيو 2011 وبعد تسلم أوراق الأسئلة والإجابات الخاصة بمادة "التيجان والكسور", بالمراقبين وأساتذة المادة يسحبون منهم ورقة الأسئلة مرة أخرى بعد ما يقرب من ساعة على بدء الامتحان، بحجة أن هناك كلمة "ناقصة" في السؤال الأول، الأمر الذي يؤثر على الإجابة بشكل كلي، بالإضافة إلى زيادة سؤال أخير للورقة التي لم يوقع عليها رئيس القسم ومسئولي المادة, الأمر الذي أفقدها الشرعية والدقة.
يذكر أن المراقبين حرصوا على جمع جميع أوراق الأسئلة بنسختها الأولى منعا لتداولها خارج اللجنة إلا أن "بوابة الأهرام" استطاعت الحصول على نسخة منها، وكان الفرق الواضح بين الوقتين وجود توقيع الأساتذة وإضافة سؤال سادس، وبالرغم من تغيير وإعادة صياغة الأسئلة لعدم وجود كلمة في السؤال الأول فإنه مع الارتباك وعدم الدقة تكرر الأمر في النسخة الثانية وتم إغفالها للمرة الثانية.
وشهدت اللجان حالة من التوتر بين الطلاب، خاصة وأن عددا كبيرا منهم كان قد بدأ في إجابة الأسئلة كما وردت في النسخة الأولى واستهلكوا فيها عددا كبيرا من صفحات الإجابة مما أثر عليهم سلبا بعد تغيير السؤال، والحاجة إلى إجابة أخرى، مما أفقدهم التركيز. وتخوف عدد من الطلاب من نشر ما حدث حتى لا يتم التأثير على درجاتهم انتقاما منهم وطالبوا بالتحقيق في الأمر ومراعاة ذلك عند التصحيح.
ويعلق على الخبر الدكتور/ إبراهيم نصار – من كلية التربية جامعة عين شمس- من خلال مجموعة ابن سينا الإلكترونية- قائلاً:
أكيد هذه الأخطاء موجودة ومنتشرة وبكثير في معظم الكليات بسبب عدم الاكتراث بالعملية التعليمية من الأساس وانشغال الكثيرين في (البزنس) والعمل الخاص واعتبار الطلاب هم أرخص سلعة في العملية وعدم احترام التخصص في المواد والمجاملة في المواد في أحيان أخري، وفي أريي ان الجامعات تحتاج لإعادة صياغة كاملة لكثير من اللوائح والقوانين المنظمة للعملية التعليمية وتغيير المسيرة سواء من ناحية المواد التي عفي عليها الزمن أو الطالب الذي ينظر إليه انه أرخص ما في العملية أو الامتحانات التي كثيرا ما تتكرر لدرجة انه يطبع الامتحان عام 99 في عام 2011 وهذا تدمير للمنتج النهائي للعملية.
أما تعليقات القراء على الخبر على بوابة الأهرام فكانت كالتالي:
قال سيف: "ليس في أسنان فقط، يافندم عندنا في كلية تجارة الفرقة الرابعة قسم المحاسبة امتحانا لحد الآن أربع مواد منهم ثلاثة دخلوا علينا وقالوا في الميكرفونات تعديل نقطتين على الأقل، وأخرها في امتحان النظم قالوا التعديلات بعد مرور نصف الوقت بعد ما كنير من الطلبة خرجت من اللجنة يرضي مين هذا بس، هذا غير الأسئلة الغلط اللي كانت في امتحان الإدارية ولم تعدل وقالوا أنهم يحسبوا درجات هذه الأسئلة لكل الطلاب بجد عيب إدارة غير واعية غير رتيبة تفتقر إلى التنظيم مطلوب مننا إيه بقى كطلبه؟ إننا نحل وننجح؟".
وفي تعليق كتبت Rosy: "في صيدلة كمان إحنا كمان عندنا في صيدلة المنصورة امتحانا امتحانين لحد الآن وكل امتحان يدخلوا يعدلوا الأسئلة وعدلوها في لجان وسابوا لجان ثانية ودخلوا تقريبا بعد نصف الوقت بجد اللي يحدث هذا استهتار وعدم شعور بمسئوليه وبجد حاسة أنهم لا يريدون أن ينجحوا أحد هذه السنة ربنا يستر".
مما سبق نستنتج الآتي:
1- تكرر واستنساخ نفس الأمراض المستعصية في جميع الكليات ليست صدفة أو قدر مكتوب.
2- لا يوجد من يراجع أو يحاسب هؤلاء الأساتذة.
3- أساتذة الجامعات لا يطبق عليهم قوانين العاملين المدنيين بالدولة.
4- أساتذة الجامعات فوق جميع القوانين المنظمة للعلاقات بينهم كمقدمين للخدمات التعليمية والعلمية وبين العملاء من المجتمع وعلى رأسهم الطلاب كسفراء لجميع الأسر المصرية في المقام الأول، وبين المجتمع كله في حل مشكلاته بالبحث العلمي في المقام الثاني.
5- دكاكين الجودة والاعتماد الموجودة بكل كلية مجرد خدعة وديكور جميل تتزين به كل كلية وتتباهى بها.
6- التواطؤ الضمني غير المكتوب من جميع أعضاء هيئة التدريس ضد مصلحة الطلاب.
7- جميع الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة بالدولة يوجد لها في المقابل أجهزة رقابية تقوم بالتفتيش عليها ومراقبة أدائها إلا الجامعات المصرية.
8- أخطاء أساتذة الجامعات المصرية لا صدفة بل هو في إطار منهج مدروس لسحق وطحن عظام أجيال كاملة، فتصرف واحد وبسيط من أستاذ مستهتر يحول بطالب متفوق وموهوب إلى إنسان فاشل وفاسد يعمل ضد وطنه.
9- يدفع المواطنين الضرائب حتى يكون هناك تعليم عالي جيد وبحث علمي متميز، وكما نعرف جميعا وهذا ليس سراً بأن الجامعات المصرية غير منتجة بل هي مستهلكة، وبالتالي يدفع المواطن المصري الضرائب المستحقة عليه بالكامل ويرجو من الدولة محصلة تلك الأموال أن تقدم له وأولاده خدمات ممتازة، فيذهب المواطن أبنه أو بنته إلى الجامعة كمدخل تعليمي ويتمني أن يستلمه في نهاية العملية التعليمية الجامعية مخرج نهائي ذو مستوى يتوافق ويناسب سوق العمل وتحديات عصر العولمة، إلا أنه يكتشف أن هذا الخريج دون المستوى بل ومنتهى الصلاحية، وقد يحتاج هذا الخريج إلى العلاج النفسي أما تحت الإقامة الجبرية بالمنزل أو المصحة النفسية، والسبب معروف، لذا نسأل سؤال لماذا يدفع المصريون الضرائب إذا؟!
10- دائما يطالب أساتذة الجامعات بزيادة المرتبات والمعاشات وبدلات الإجادة، مطالب مشروعة ومعهم كل الحق فمتطلبات المعيشة ارتفعت بشكل جنوني في السنوات الأخيرة، لكي قبل أن تطلب حقك عليك أن تعطي المجتمع حقوقه المستحقة عليك، ولن ينظم تلك العلاقة بين أستاذ الجامعة والمجتمع والطلاب، إلا قوانين ومواثيق صريحة بها كافة العقوبات التي تحاسب الأستاذ إذا أخطأ، أما أن تأخذ حقك أيه الأستاذ وتطالب بالمزيد ويتم الاستجابة لمطالبك، ثم تقوم بظلم هذا وسب هذا وضرب هذا وسفك دم هذا واغتصب حق هذا...إلى غير ذلك من المفاسد، بدعوى أنك أستاذ جامعة محصن ومن حقك شرعاً فعل كل هذه الموبقات، اسمح لي أن أقول لك: عفوا (Game Over) انتهت اللعبة، شكر الله سعيك.
بقلم:
محمود سلامة الهايشة
تعليقات
إرسال تعليق