عُشَّاقُ لغَةِ الضـَّـاد، المقال الرابع ..بقلم الكاتب ماهر عبد الواحد
عُشَّاقُ لغَةِ
الضـَّـاد، المقال الرابع ..بقلم الكاتب ماهر
عبد الواحد
حاولت في المقال الثالث نفى الشعر من القرآن و لكن صديقنا إياه اتصل بي بالأمس قائلا : أثناء قرائتي في مجموعتك القصصية "مستنبح" لاحظت اهتمامك الشديد بامرىء القيس لدرجة أنك كتبت قصة باسمه " امرؤ القيس ذلك العبقرى" وقلت أنه أول من قال : " قيد الأوابد " والآن في مجموعة مقالات " عشاق لغة الضاد" أراك تبدأ به بحجة أنه يكثر من البديع، أرجو أن تشرح لنا ذلك ، .... وعليه أقول :
ذكر أهل الصنعة أن من البديع في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء ،آية 24 " واخفض لهما جَنَاحَ الذلِّ مِنَ الرَحْمةِ" ، كذلك " وإنه في أمِّ الكتابِ لدينا لعَلىٌّ حَكيم" الزخرف (4) ، كذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم آية (4) " واشتعل الرأس شيبا" كذلك قوله في سورة الحج آية (55) " أو يأتيهم عذاب ُ يومٍ عَقيم " ، ..... .
ومن البديع في الكلمات الجامعة الحكيمة ، قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة آية (179) " ولكم في القِصاص حَياةٌ " ، وقد يكون البديع في الألفاظ الفصيحة كقوله سبحانه وتعالى في سورة يوسف ، آية (80) " فلما استيأسوا منه خَلصُوا نَجيَّا" ، كما نجد البديع في الألفاظ الإلهية ، كقوله سبحانه في سورة النمل آية (91) " وله كل شىء" وقوله " وما بكم من نعمة فمن الله" سورة النحل (53 ).
ويذكرون من البديع قول النبى عليه السلام : "خيرُ الناسِ رجُلٌ ممسِكٌ بعنانِ فرَسِهِ في سَبيلِ اللهِ ، كلما سمع هيعةً طار إليها" ، وقوله " ربنا تقبل توْبتي ، واغسل حوْبتي " ،....؟ وأذكر وأنا بالمرحلة الثانوية طلب منا مدرس اللغة العربية شرح العبارات الآتية لسيدنا رسول الله :
1- الناس كإبل مائة ، لا تجد فيها راحلة .
حاولت في المقال الثالث نفى الشعر من القرآن و لكن صديقنا إياه اتصل بي بالأمس قائلا : أثناء قرائتي في مجموعتك القصصية "مستنبح" لاحظت اهتمامك الشديد بامرىء القيس لدرجة أنك كتبت قصة باسمه " امرؤ القيس ذلك العبقرى" وقلت أنه أول من قال : " قيد الأوابد " والآن في مجموعة مقالات " عشاق لغة الضاد" أراك تبدأ به بحجة أنه يكثر من البديع، أرجو أن تشرح لنا ذلك ، .... وعليه أقول :
ذكر أهل الصنعة أن من البديع في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء ،آية 24 " واخفض لهما جَنَاحَ الذلِّ مِنَ الرَحْمةِ" ، كذلك " وإنه في أمِّ الكتابِ لدينا لعَلىٌّ حَكيم" الزخرف (4) ، كذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم آية (4) " واشتعل الرأس شيبا" كذلك قوله في سورة الحج آية (55) " أو يأتيهم عذاب ُ يومٍ عَقيم " ، ..... .
ومن البديع في الكلمات الجامعة الحكيمة ، قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة آية (179) " ولكم في القِصاص حَياةٌ " ، وقد يكون البديع في الألفاظ الفصيحة كقوله سبحانه وتعالى في سورة يوسف ، آية (80) " فلما استيأسوا منه خَلصُوا نَجيَّا" ، كما نجد البديع في الألفاظ الإلهية ، كقوله سبحانه في سورة النمل آية (91) " وله كل شىء" وقوله " وما بكم من نعمة فمن الله" سورة النحل (53 ).
ويذكرون من البديع قول النبى عليه السلام : "خيرُ الناسِ رجُلٌ ممسِكٌ بعنانِ فرَسِهِ في سَبيلِ اللهِ ، كلما سمع هيعةً طار إليها" ، وقوله " ربنا تقبل توْبتي ، واغسل حوْبتي " ،....؟ وأذكر وأنا بالمرحلة الثانوية طلب منا مدرس اللغة العربية شرح العبارات الآتية لسيدنا رسول الله :
1- الناس كإبل مائة ، لا تجد فيها راحلة .
2- إنَّ مما يُنبت الربيع ما يَقْتُل حَبَطا أو يُلِم .
3- وهل يكب الناسَ على مَناخرهم في نار جهنم إلا حصائدُ ألسِنَتِهم .
أما ما ذكرته من قبل بالمجموعة القصصية " مستنبح " قول امرىء القيس :
وقد أغتدى والطيرُ في وكناتها بمنجردٍ قيْدِ الأوابدِ هَيْكل
حيث " قيد الأوابد " اعتبرها اصحاب الصنعة من البديع ومن الاستعارة ويرونه من الكلمات البليغة ، وقال عنها بعضهم إردافا أى أن يريد الشاعر أن يدل على معنى فلا يأتى باللفظ الدال على ذلك المعنى بل بلفظ تابع له مثل قوله أيضا : " نَؤوم الضُّحى لم تنتطق عن تفضل " حيث أراد ترفها ، وهذا كثير في شعر امرىء القيس ومنه أيضا قوله : بعيدة مَهوى القر ط إما لِنَوْفلِ أبوها ، وإما عبدُ شمسٍ وهاشِمُ
حيث أراد أن يصف طول جيدها فأتى بردفه . ومن ذلك أيضا قول امرىء القيس : " وليلٍ كموج البحر أرخى سُدوله " وهى من الاستعارات الحسنة .
ومن أجمل بديع امرىء القيس :
كأن عيونَ الوحْشِ حَوْلَ خِبا ئِنا ...... وأرحلنا الجَزْعُ الذي لم يُثقبِ
كذلك قوله :
كأن قلوبَ الطير رَطباً ويابساً لدى وكرها العُنَّابُ والحشفُ البالي
وامتاز امرؤ القيس بتشبيه شيئين بشيئين ، ومنه قول بشار :
كأن مُثارَ النقعِ فوقَ رؤوسهم وأسيافنا ليلٌ تَهاوى كواكبه
ومنه قول امرىء القيس :
وسامعتان يُعْرف العِتقُ فيهما كسامعتى مَذْعورةٍ وسطَ ربرَبِ
ومن البديع في التشبيه قول امرىء القيس :
له أيطلا ظبى وساقا نعامةٍ وإرْخاءُ سِرْحانِ وتقريبُ تتفلِ
ومن البديع في الا ستعارة قول امرىء القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله علىَّ بأنواع الهموم ليبــتل
فقلت له لمــا تمطى بصلــبه وأردف أعجازا وناءَ بكلكل
أما البيت الذى سحرنى بيانه وجماله في مطلع شبابى فهو للنابغة وقد ذكرته بديوان " الرحيل المحتوم " :
وصدر أراحَ الليلُ عازبَ هَمِّه تضاعَفَ فيه الحزنُ من كل جانِبِ
فاستعار من اراحة الراعى لإبله الى مواضعها التى تأوى اليها بالليل ، كذلك تتجمع كل الهموم بصدره وراعيها هو الليل الذى اراح كل هم عازب .
أما بيت امرؤ القيس الى تحدثنا عنه في المقال الأول :
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلبٍ مُقتَّلِ
فيعده العلماء من بديع المماثلة ، وهو ضرب من الاستعارة وهو عكس الارداف وهو مبنى على الإسهاب والبسط وذلك أن يقصد الاشارة الى معنى فيضع ألفاظا تدل عليه .
ودعونا نكمل في المقال القادم ان شاء الله .
بقلم/ مـاهر عبد الواحـــــد (نشر بتصرف).
3- وهل يكب الناسَ على مَناخرهم في نار جهنم إلا حصائدُ ألسِنَتِهم .
أما ما ذكرته من قبل بالمجموعة القصصية " مستنبح " قول امرىء القيس :
وقد أغتدى والطيرُ في وكناتها بمنجردٍ قيْدِ الأوابدِ هَيْكل
حيث " قيد الأوابد " اعتبرها اصحاب الصنعة من البديع ومن الاستعارة ويرونه من الكلمات البليغة ، وقال عنها بعضهم إردافا أى أن يريد الشاعر أن يدل على معنى فلا يأتى باللفظ الدال على ذلك المعنى بل بلفظ تابع له مثل قوله أيضا : " نَؤوم الضُّحى لم تنتطق عن تفضل " حيث أراد ترفها ، وهذا كثير في شعر امرىء القيس ومنه أيضا قوله : بعيدة مَهوى القر ط إما لِنَوْفلِ أبوها ، وإما عبدُ شمسٍ وهاشِمُ
حيث أراد أن يصف طول جيدها فأتى بردفه . ومن ذلك أيضا قول امرىء القيس : " وليلٍ كموج البحر أرخى سُدوله " وهى من الاستعارات الحسنة .
ومن أجمل بديع امرىء القيس :
كأن عيونَ الوحْشِ حَوْلَ خِبا ئِنا ...... وأرحلنا الجَزْعُ الذي لم يُثقبِ
كذلك قوله :
كأن قلوبَ الطير رَطباً ويابساً لدى وكرها العُنَّابُ والحشفُ البالي
وامتاز امرؤ القيس بتشبيه شيئين بشيئين ، ومنه قول بشار :
كأن مُثارَ النقعِ فوقَ رؤوسهم وأسيافنا ليلٌ تَهاوى كواكبه
ومنه قول امرىء القيس :
وسامعتان يُعْرف العِتقُ فيهما كسامعتى مَذْعورةٍ وسطَ ربرَبِ
ومن البديع في التشبيه قول امرىء القيس :
له أيطلا ظبى وساقا نعامةٍ وإرْخاءُ سِرْحانِ وتقريبُ تتفلِ
ومن البديع في الا ستعارة قول امرىء القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله علىَّ بأنواع الهموم ليبــتل
فقلت له لمــا تمطى بصلــبه وأردف أعجازا وناءَ بكلكل
أما البيت الذى سحرنى بيانه وجماله في مطلع شبابى فهو للنابغة وقد ذكرته بديوان " الرحيل المحتوم " :
وصدر أراحَ الليلُ عازبَ هَمِّه تضاعَفَ فيه الحزنُ من كل جانِبِ
فاستعار من اراحة الراعى لإبله الى مواضعها التى تأوى اليها بالليل ، كذلك تتجمع كل الهموم بصدره وراعيها هو الليل الذى اراح كل هم عازب .
أما بيت امرؤ القيس الى تحدثنا عنه في المقال الأول :
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلبٍ مُقتَّلِ
فيعده العلماء من بديع المماثلة ، وهو ضرب من الاستعارة وهو عكس الارداف وهو مبنى على الإسهاب والبسط وذلك أن يقصد الاشارة الى معنى فيضع ألفاظا تدل عليه .
ودعونا نكمل في المقال القادم ان شاء الله .
بقلم/ مـاهر عبد الواحـــــد (نشر بتصرف).
تعليقات
إرسال تعليق