قطعان الفنان حمدي الزيني وريشته الشاعرية .. في متحف دار بن لقمان بالمنصورة

قطعان الفنان حمدي الزيني وريشته الشاعرية .. في متحف دار بن لقمان بالمنصورة
بقلم
الأديب/ محمد خليل

عدد كبير من اللوحات التشكيلية غطت جدران قاعتين كبيرتين في متحف دار بن لقمان بالمنصورة موقع أسر لويس التاسع ملك فرنسا .. هذه اللوحات الكثيرة أنتجت لمن يشاهدها لأول وهلة زمنا مختلفا فى لحظات مختلفة وتوفر له حالة من السعادة والتهويم فى عالم من الفرح والراحة النفسية .. وكما أن الفن أى فن ليس هدفه الرئيس أن ينال إعجابك بقدر ما يثيره داخلك من تساؤلات فإننا سنحاول وضع أيدينا على أهم ما تنتجه هذه اللوحات من التساؤلات ..
وقبل أن أشرف بحضور الافتتاح وقراءة هذه اللوحات الرائعة وفى لقاء سريع مع الفنان حمدي الزيني وهو يدعوني إلى الافتتاح سألني الصديق الفنان الكبير عن رأيي فى تسمية المعرض ب ( قطعان ) .. وحقيقة اندهشت للاسم فهو اسم صادم وجامد لا يتفق مع من يتصورون أن الفن التشكيلي يتعامل فقط مع الرومانسيات .. فهو اسم غريب إلى حد ما لم ألا حظه قبل ذلك فى اسماء المعارض التي زرتها سواء فى المنصورة أو القاهرة أو الإسكندرية أو عواصم المحافظات الأخرى وقلت له أن هذا يتوقف على ما أنتجته ريشتك ودوافع انطلاقاتك ولحظات اصطيادك لمعاني هذه اللوحات .. لكنى اكتشفت بعد ذلك أنه اسم مناسب تماما ..
ومن المعروف أن الفنان وحده هو أول من يستمتع بلوحته .. وإذا شعر أنه استمتع بها فطبيعي أن يتلذذ ويستمتع بها المشاهد أيضا كما قال الرسام والفنان روبرت هنري وهو يقدم نصائحه : لابد أن يكون الفنان ممتعا لنفسه أولا قبل أي أحد .. وهى نصيحة قدمها لتلاميذه حتى انتقلت النصيحة إلى عالم الكتابة وبخاصة عالم القصة القصيرة ..
لكن عندما حضرت الافتتاح وشاهدت هذا العدد الكبير من اللوحات الرائعة والمتباينة الموضوعات أدركت أن حمدي الزيني مثلما نجح فى رسم لوحاته نجح أيضا فى اختيار العنوان كما قلت .. لفت نظري وأنظار هذا العدد الكبير من الأدباء والكتاب والشعراء والفنانين التشكيلين مثل الفنان الكبير يوسف عبد الله والفنان الكبير أحمد الجناينى والأستاذ عاطف عميرة مدير عام الثقافة والشاعر الكبير ابراهيم رضوان والدكتور نهرو ابو الخير والدكتور محمود سلامة الهايشة سكرتير نادى أدب المنصورة بل وعدد كبير من الجمهور المتذوق والعاشق للفنون التشكيلية .. لفت نظري بل وبهرني هذا الاستخدام الأمثل للألوان والذى يخطف عينيك لأول وهلة .. ثم تتعمق فى قراءة اللوحة فتجد نفسك تنتج دلالاتك التي تتفق مع ذائقتك ومشاعرك .. 
ريشة حمدى الزينى هادئة .. لكنه الهدوء الذى يخفى فى تفاصيله دلالات حياتية واقعية مباشرة ..حتى مع هذا الخلط أو المزج بين الحيوان والجماد والإنسان عدد كبير من اللوحات ضمت قطعانا من الحيوانات مثل الجمال والأغنام بل وبعض الطيور مثل الأوز وغيرها .. لكنه فى النهاية وحدها فى مسماه ( قطعان ) .. كما وجدت لوحات لشخصيات آدمية لكنها بالتأكيد تمثل قضايا ورؤى حياتية فى حياة الناس لكنها تمثل موقف الفنان .. وأيضا بعض اللوحات التى تمثل بعض البيوت ذات الأبواب الخشبية التى تمثل وحدات معينة فى تاريخ أو فترات زمنية مختلفة .. وأيضا بعض اللوحات التى تضم الإنسان مع الحيوان .. وكأنه يربط بين الحيوانات والطيور ككائنات حيوانية وبين البشر ككائنات إنسانية والجمادات أيضا .. وكأنها فى ظل ضعفها تتساوى فى استغلال الإنسان لضعفه .. ومن المعروف فى قراءات اللوحات التشكيلية أن عناصر الشكل - أى قدرة الفنان على توزيع ألوانه على شكل موضوعه - أهم من موضوعه .. لكن إذا أمكن للفنان أن يزاوج ويوفق بين الشكل والمضمون فإنه يكون قد نجح تماما فى الوصول إلى أعماق الفن التشكيلي ..
شاهدت معارض لا حصر لها .. لكن معرض صديقي الفنان حمدي الزيني أكثرها قربا من نفسى ودهشة لبساطة حركة الريشة بين أنامل هذا الفنان الصادق الحساس الذى أنتج لنا هذا القدر الكبير من المتعة الحسية والنفسية والروحية .. هنيئا لنا بهذا الفنان الكبير حمدي الزينى .. وفى انتظار معارضك القادمة إن شاء الله .. تحياتي ومحبتي يا صديقي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كافوزال Cafosal لتنشيط التمثيل الغذائي – حقن للاستعمال البيطري

راكومين..غلة وجبة شهية لقتل الفئران