شكر واقترح ليوتيوب
شكر واقترح ليوتيوب
بقلم/
محمود سلامه الهايشه
كاتب وباحث مصري
لم يكن أحد يتصوَّر أن تصل
أزمة الكهرباء في مصر لما وصلت إليه، تنقطع الكهرباء ثماني مرات يوميًّا، وقد وصل
مجموع عدد ساعات الانقطاع لأكثر من 12 ساعة في مناطق، وإلى 16 ساعة في مناطق أخرى،
وعندما تتحسَّن الأزمة أو يحدث انفراجة نحو حلِّها، تنقطع مرتين بمتوسط ساعة إلى
ساعة ونصف في المرة، ويرجع ذلك لأسباب عديدة، على رأسها: أزمة نقص الطاقة، وقلة
الاحتياطي النقدي الأجنبي.
جميع الأجهزة الإلكترونية
وأجهزة الاتصال والتواصل تعتمد بشكل كليٍّ على الكهرباء، وأهم عنصرين في هذه
الحلقة هما أجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت؛ فحتى تنشر موضوعًا، سواء في صورة
مقال، أو دراسة، أو ألبوم صور، أو فيديو، فلا بد من توفُّر تيار كهربائيٍّ لتشغيل
جهاز الكمبيوتر؛ لكتابة ومَنْتَجَةِ هذا الملف أو ذاك الفيديو، وبعد أن يصبح
جاهزًا للنشر لا بد من توفُّر إشارة الإنترنت في الوصلة المتصل بها هذا الحاسوب،
والمرتبط بصندوق إلكتروني لتجميع وتوزيع إشارة الإنترنت والذي يعمل بالتيار
الكهربائي؛ لذا فلا بد من تشغيل الكمبيوتر وخط الإنترنت في آن واحد؛ حتى يتمكَّن
المستخدم من رفع ونشر ما يريد على الشبكة العنكبوتية.
كما هو معروف أن مقطع
الفيديو ذو حجم أكبرَ من ملفٍّ بصيغة pdf, doc, ppt، فكلما زادت مدة الفيديو زاد حجمه، وبالتالي احتاج وقتًا أطول في
رفعه على الإنترنت (Upload)، ومن أهم وأكبر مواقع الفيديوهات على شبكة الإنترنت: اليوتيوب،
وقد تحتاج بعض المقاطع إلى ساعة أو ساعتين أو أقل أو أكثر، على حسب سرعة خط الإنترنت
الذي سيتم رفع المقطع المصور من عليه، ولكن مع الانقطاع المتكرر وعلى فترات قصيرة،
يصبح رفع الفيديوهات أمرًا مستحيلاً، وخاصة مع زيادة حجمه وطوله، ولكن من خلال
تتبُّعي لرفع المقاطع الخاصة بي على قناتي على اليوتيوب، حدث تغير كبير عند
المقارنة بين ما كان يحدث في الماضي وما يحدث حاليًّا، مع تطوير إدارة يوتيوب
لإمكانيات الرفع للمستخدمين، فأثناء رفعك لأحد المقاطع يكون أمامك مؤشِّران: الأول
بنسبة ما تم رفعه من هذا الفيديو، والثاني بالمدة التي ما زالت متبقية للانتهاء من
رفعه بشكل كامل.
في الماضي كان إذا انفصل خط
الإنترنت أو انقطعت الكهرباء على الكمبيوتر، يصبح كمن ألغى أمر رفع الفيديو على
اليوتيوب؛ أي: من ضغط إلغاء (Cancel)، وبالتالي لا يصبح أمام المستخدم سوى الانتظار
لحين وصول التيار الكهربي مرة أخرى أو إعادة تشغيل خط الإنترنت، وتَكرار أمر
التحميل من على جهاز الكمبيوتر بعد تحديده بالضبط إلى موقع اليوتيوب، والبدء من
الصفر للوصول إلى إتمام التحميل بنسبة 100% وما يليها من مرحلة المعالجة للفيديو،
حتى يظهر على صفحة التحميل الرابط الدائم لهذا المقطع، والذي من خلاله يمكن
استخدامه لعمل مشاركة على باقي صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، والمدونات،
والصحف، والمواقع الإخبارية.
ومؤخرًا، طوَّرَ موقع
اليوتيوب مسألة تحميل المقاطع المصورة مِن قِبَل المستخدمين وأصحاب القنوات، بحيث
يستطيع من وصلت نسبة تحميل مقطعه 50% أو 80% أو حتى 99% وفصل خط الإنترنت أو انقطع
التيار الكهرباء - أن يقوم بإعادة تحميل هذا المقطع، ويستكمل الرفع من حيث النسبةُ
التي انتهى إليها قبل الفصل أو القطع، ولا يبدأ من صفر في المائة مرة أخرى،
وبالتالي يوفر بذلك الوقتَ والمجهود المبذولين في رفع مقاطع الفيديو، ويسهل
ويهوِّن الأمر على المستخدمين الواقعين تحت التوتر والقلق الكهربائي الذي يكلِّفهم
الكثير من الوقت، الذي يُترجم في نهاية الأمر إلى مال، ولكن هناك بعض الشروط التي
يجب على المستخدم أن يلتزم بها، حتى يستكمل تحميل مقطع الفيديو الذي لم ينتهِ
تحميله بسبب التيَّارين الكهربائي والإنترنتي، منها:
• ألا يغير عنوان واسم
الفيديو على جهازه، ولا يغير من مكانه على جهاز الكمبيوتر؛ حتى لا يعتبر اليوتيوب
أن هذا الفيديو هو غير الفيديو الذي لم يستكمل من قبل؛ لذا وجب أن نقدم الشكر
للقائمين على موقع يوتيوب وتطويرهم لقدرات موقعهم وموقعنا العملاق، وتسهيلهم لأمور
التحميل والرفع للمستخدمين في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد.
الاقتراح الذي أتقدم به
لموقع اليوتيوب، هو إتاحة الفرصة للمونتاج الكامل وعمل مقطع فيديو جديد من خلال
الموقع، وليس على أجهزة الكمبيوتر الشخصية للمستخدمين، ثم إعادة رفعها مرة أخرى
على اليوتيوب ، حيث يتم تخصيص صفحة فرعية من قناة كلِّ صاحب حساب على اليوتيوب،
بحيث تكون مخصصة لعمل مونتاج كامل عليها بحيث يقوم المستخدم باختيار مقطع فيديو
معين مرفوع ومحمَّل على اليوتيوب، ويبدأ في التقطيع، وإضافة صوت، وكتم صوت، وتسجيل
صوت، والقص واللصق من مقاطع أخرى، بحيث يتم إضافة مصادر تلك المقاطع بشكل إجباري
من قِبَل فريق عمل اليوتيوب، فعلي سبيل المثال، حتى يتضح الأمر، عندما يقوم أي
مستخدم عربي بالبحث عن موضوع علمي ما، ولم يجد أي مقطع فيديو ناطق بالعربية على
اليوتيوب، ولكنه وجد مقطعًا بأي لغة أخرى، ولتكن الإنجليزية، فيقوم باختيار وسحب
هذا الفيديو الإنجليزي وكتم صوته الأصلي، وباستخدام ميكروفون مُوصَّلٍ بجهازه وعن
طريق مسجل موجود على صفحة مونتاج اليوتيوب يقوم بتسجيل نفس عدد دقائق وثواني
الفيديو الأصلي، ولكن بصوت وبلغة المستخدم، ويتم استبدال التعليق على الفيديو من
الإنجليزية إلى العربية، وعندما ينتهي من تركيب الصورة على الصوت، أو حتى تسجيل
مدة بسيطة من الصوت ويتم قص باقي الفيديو إذا لم يكن ضروريًّا من وجهة نظر
المستخدم، مع ضرورة التأكيد على ذلك المصدر الأساسي والأول للجزء المصور، بحيث
يكون من إمكانيات صفحة المونتاج أن يقوم المستخدم بحفظ كل مرحلة من التغييرات التي
أحدثها، ويغلق ثم يقوم في وقت آخر يناسبه باستكمال أعمال المونتاج والتنقيح، وفي
النهاية عندما يشعر المستخدم أن قد وصل للمقطع المطلوب ويرغب في حفظه ونشره بهذا
الشكل على قناته على اليوتيوب، يقوم بالضغط على زر معين، وليكن (Done)، فيفهم فريق عمل يوتيوب أن المستخدم يرغب الآن
في نشر هذا الفيديو بشكل عام لكل العالم؛ حتى يشاركه مستخدمي الإنترنت ويستفيدوا
منه، وبذا نكون قد وفرنا وقتًا ومجهودًا كبيرين، وسهلنا هذا الأمر على جميع
مستخدمي الإنترنت بشكلٍ عام، وعلى مستخدمي اليوتيوب بشكل خاص.
تعليقات
إرسال تعليق