موت البكتيريا؟!

موت البكتيريا؟!

بقلم
                                     محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري


هناك أسئلة لا يمكن الإجابة عليه بكلمة واحدة ولا حتى بسطر أو عدة أسطر ولا حتى بفقرة كاملة، ومنها السؤال القائل "ما هي الفترة والظروف الممكن أن تموت فيها البكتيريا؟!"، فالبكتيريا برغم أنها من الكائنات الحية الدقيقة، وهي في نهاية خلية واحدة ولكنها تعيش متطفلة على كائن حي آخر، أو في الوسط المناسب لها ولنموها وتكاثرها والحفاظ على حياتها، وهذا الوسط به الكثير من المتطلبات التي نطلق عليها العوامل/الظروف كالغذاء ودرجات الحرارة "المثلي والعظمى والدنيا" ونسبة الرطوبة، ودرجة الحموضة وأحيانا درجة/شدة الضوء، مدى توفر الأكسجين من عدمه...الخ.

لذا، ومع وجود مئات بل آلاف السلالات البكتيرية المتباينة، وبالتالي وجود ظروف مثلى لكل سلالة على حدى، فهذا يعني بعدد وجود العزلات البكتيرية يوجد نفس العدد من الشروط والعوامل التي تتحكم في بقاء أو موت البكتيريا!

هل بمجرد توفير ووجود العناصر الغذائية اللازمة لحياة البكتيريا في صورة متاحة يكفي لنموها وتكاثرها وبقائها حية؟!، بالطبع لا، فهناك العديد من العوامل والشروط والاحتياجات الأخرى لكي يتم نموها، ومنها درجة الحرارة المناسبة، والتركيز الكلي للمواد الغذائية ودرجة حموضتها في البيئة، ونسب الأيونات لبعضها البعض مناسبة. هذا بخلاف البكتيريا ذات الاحتياجات الخاصة مثلها مثل البشر من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالإضافة لتوفير احتياجاتها الغذائية السابقة ولكنها لا تتمكن من تمثيلها /وبناءها بنفسها، ولابد أن يتوفر في البيئة مواد أخرى تسمى عوامل النمو Growth factors وهذه المواد أما أن تدخل في تركيب المرافقات الإنزيمية Co-enzyme أو تعمل هي كمرافقات إنزيمية مثل الفيتامينات أو العناصر المعدنية أو الأحماض الأمينية...الخ.

وكمثال على ذلك: لا يلزم وجود الفيتامينات وعناصر النمو في البيئة الغذائية لنمو بكتيريا القولون E. coli لقدرتها على تكوين احتياجاتها منها، بينما بكتيريا حمض اللاكتيك ليس لديها القدرة على تكوينها لذا فلابد من توفيرها في البيئة الغذائية. وبناءً على ذلك فنقص أو غياب هذه العوامل من البيئة الغذائية قد يفضي بتقليل أو منع معدل النمو لهذه الميكروبات. وطالما ذكرنا بكتيريا حمض اللاكتيك المنتجة للحموضة، فقد يتبقى عدد كافي منها بعد بسترة الألبان، إذا لم يتم حفظه بعد البسترة مباشرة على درجة حرارة منخفضة وبالتالي يفسد اللبن المبستر بزيادة حموضته.

كيف يتم المحافظة على مستعمرات البكتيريا المفيدة في الأمعاء؟
- المضادات الحيوية: عدم استعمالها إلا عند الضرورة القصوى وبعد مشورة الطبيب. والابتعاد قدر المستطاع عن الأغذية التي تحتوي على آثار من المضادات الحيوية.
- الألبان المخمرة: تناولها من أجل تعزيز وجود المستعمرات الجرثومية المفيدة في القناة الهضمية.
- أقراص تحتوي على البكتيريا المفيدة: ينصح بتناولها، من حين إلى آخر، خصوصاً بعد أخذ جرعة من المضادات الحيوية.
- الغذاء المتوازن والصحي: تفادي الإكثار من المشروبات المنبهة والأطعمة الجاهزة والمأكولات السريعة (المحتوية على المواد الحافظة والملونات الصناعية ومكسبات الطعم والرائحة) التي يمكنها أن تزيد من حموضة المعدة والأمعاء وبالتالي تساهم في إنتاج بعض الميكروبات المرضية على حساب المفيدة منها. وعموماً، ينصح، بتناول الحبوب الكاملة غير المكررة، وتناول الخضار والفواكه التي تساهم في زيادة نمو البكتيريا المفيدة.
- السهر: لأنه يلعب دوراً كبيراً في زيادة نمو البكتيريا الممرضة وفي تراجع المفيدة منها.
- الكبت النفسي وضغوط الحياة المدنية الحديثة: الابتعاد قدر المستطاع. 
- الرضاعة الطبيعية للطفل من الثدي: لأن حليب الأم يعزز مكانة البكتيريا المفيدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كافوزال Cafosal لتنشيط التمثيل الغذائي – حقن للاستعمال البيطري

راكومين..غلة وجبة شهية لقتل الفئران