أبل تنقل 1.5 مليون آيفون من الهند لتجنب رسوم ترمب الجمركية
أبل تنقل 1.5 مليون آيفون من الهند لتجنب رسوم ترمب الجمركية
كتب:
محمود سلامه الهايشه:
قامت شركة أبل بنقل شحنة ضخمة من هواتف آيفون من
الهند إلى الولايات المتحدة تُقدَّر بـ 1.5 مليون جهاز (وزنها الإجمالي 600 طن)
عبر ست رحلات شحن جوي بين مارس وأغسطس 2024. يأتي هذا الإجراء في إطار استراتيجية
الشركة للتهرب من الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 125% على الواردات الصينية،
حيث تعتمد أبل بشكل رئيسي على الصين في تصنيع أجهزتها.
تمكَّنت الشركة من تسريع الإجراءات الجمركية في
مطار تشيناي الهندي (العاصمة الصناعية للولايات الجنوبية) من 30 ساعة إلى 6 ساعات
فقط، عبر تفعيل ما يُعرف بـ "الممر الأخضر" – آلية جمركية مشابهة لتلك
المُطبَّقة في الصين. ويُشير محللون إلى أن هذه الخطوة تُعَدُّ جزءًا من خطة أوسع لبناء
مخزون استراتيجي وتقليل الاعتماد على الصين، حيث أصبحت الهند تُزوِّد 20% من
واردات آيفون إلى السوق الأمريكي.
التحليل الاستراتيجي:
1.
الجغرافيا السياسية للسلاسل الإمداد:
• تجنُّب الصراع
التجاري: تُظهر أبل حساسية عالية لتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين من 54% إلى 125% يُهدِّد برفع سعر
آيفون 16 برو ماكس من 1,599إلى2,300إلى2,300، وفقًا لتقديرات روزنبلات سكيورتيز.
• التصنيع في الهند: الاستثمار في الهند ليس مجرد
تفاديًا للرسوم، بل استجابة لسياسة "الصين + 1" التي تتبناها الشركات
العالمية لتنويع المخاطر.
2.
التكتيكات التشغيلية:
• الممر الأخضر: محاكاة
النموذج الصيني في الهند تدل على:
• قدرة أبل على التفاوض مع الحكومات لتسهيل عملياتها.
• مرونة في إدارة سلسلة التوريد عبر تبني حلول
مُبتكرة (مثل تقليص وقت التخليص الجمركي بنسبة 80%).
• التوقيت الذكي: عمليات النقل الجماعي قبل تفعيل
الرسوم الجمركية الجديدة تُظهر تخطيطًا استباقيًا لتجنُّب خسائر تُقدَّر بمليارات
الدولارات.
3.
التداعيات الاقتصادية:
• الهند كلاعب رئيسي:
زيادة حصة الهند في تصدير آيفون إلى 20% تُعزِّز مكانتها كمركز تصنيع بديل، خاصة
مع وفرة اليد العاملة الرخيصة والحوافز الحكومية.
• مخاطر الأسعار: رغم جهود أبل، لا تزال 80% من
إمدادات آيفون للولايات المتحدة قادمة من الصين، مما يُبقِي خطر ارتفاع الأسعار
قائمًا إذا تواصلت الحرب التجارية.
4.
السيناريوهات المستقبلية:
• تصعيد ترامب: تعليق
الرسوم على الهند لمدة 90 يومًا قد يكون خطوة مؤقتة. إذا عادت الرسوم إلى 26%، قد
تضطر أبل إلى زيادة الإنتاج في الهند أو نقل خطوط تصنيع إضافية إليها.
• رد فعل الصين: قد ترد الصين برسوم جمركية مضادة على
مكونات أبل المُصنَّعة لديها، مما يُعقِّد استراتيجية التنويع.
الخلاصة:
تحاول أبل تحقيق توازن هش بين الحفاظ
على هوامش أرباحها وتجنُّب تأثير السياسات التجارية الأمريكية. بينما تُخفِّف
الهند من الأضرار قصيرة المدى، تظل إعادة هيكلة سلسلة التوريد بعيدًا عن الصين
تحديًا كبيرًا بسبب تعقيدات التصنيع واعتماد أبل على البنية التحتية الصينية
المُتقدِّمة.

تعليقات
إرسال تعليق