هل من حق المحتل الدفاع عن نفسه بالقانون الدولي؟
هل من حق المحتل الدفاع عن نفسه بالقانون الدولي؟
بقلم
محمود سلامه الهايشه
كاتب وباحث مصري؛ elhaisha@gmail.com
وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، يحق لكل دولة أن تستخدم
القوة المسلحة للدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم مسلح. وهذا الحق ينطبق على الدول
المحتلة أيضًا.
ومع ذلك، هناك بعض القيود على حق المحتل في الدفاع عن نفسه، وهي:
أولاً، يجب أن يكون الهجوم مسلحًا.
ثانيًا، يجب أن يكون الدفاع ضروريًا وتناسبيًا.
ثالثًا، يجب أن يكون الدفاع موجهًا ضد المهاجمين وليس ضد السكان
المدنيين.
في حالة الاحتلال، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان الهجوم
مسلحًا أم لا. على سبيل المثال، قد يعتبر بعض الناس أن مقاومة الاحتلال هي شكل من
أشكال الهجوم المسلح. ومع ذلك، فإن معظم الفقهاء الدوليين يتفقون على أن مقاومة
الاحتلال لا تعتبر هجومًا مسلحًا، طالما أنها لا تنطوي على استخدام القوة المسلحة
ضد القوات المحتلة.
أما بالنسبة للمتطلبات المتعلقة بالضرورة والتناسب، فيجب أن يكون
الدفاع ضروريًا لمنع الهجوم المسلح أو ردعه. كما يجب أن يكون الدفاع تناسبيًا، أي
أن الأضرار الناجمة عنه يجب ألا تتجاوز الأضرار التي يسعى إلى منعها.
أخيرًا، يجب أن يكون الدفاع موجهًا ضد المهاجمين وليس ضد السكان
المدنيين. وهذا يعني أن المحتل يجب ألا يستخدم القوة ضد السكان المدنيين إلا إذا
كانوا يشاركون في القتال أو إذا كانت هناك حاجة لحماية القوات المحتلة.
في ضوء هذه القيود، يمكن القول أن حق المحتل في الدفاع عن نفسه هو
حق محدود. ومع ذلك، لا يزال هذا الحق موجودًا، ويمكن للمحتل استخدامه في حالة
تعرضه لهجوم مسلح.
وما جعلني أطرح هذا السؤال وأبحث عن إجابته هو الطرح الذي الرئيس
الروسي "فلاديمير بوتين" والمندوب الدائم لروسيا بمجلس الأمن، بأنه ليس
من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، لكونها محتلة للأراضي الفلسطينية، كذلك الشعار
الذي ترفعه حكومات الدول المؤدية لموقف الكيان المحتل ضد حركة المقاومة بغزة، بأن
من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها!!
ومما سبق، يتضح أن ما فعله الكيان الصهيوني، وجيشه المحتل بعد
السابع من أكتوبر 2023، تجاوز بمراحل حق الدفاع عن النفس، وأصبح تحت بند جرائم
الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
====.
# الكلمات المفتاحية:
#الدفاع_عن_النفس ؛ #المحتل ؛ #المقاومة_ضد_الاحتلال ؛
#مقاومة_المحتل ؛ #القانون_الدولي ؛ #الهجوم_المسلح ؛ #محمود_سلامه_الهايشه
تعليقات
إرسال تعليق